أسدل الستار على معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 (الكتاب مستقبل التحول) بعد أن استمر قرابة عشرة أيام رأينا خلالها تلكم التظاهرة الثقافية الرائعة بعدد دور نشر تجاوزت ال 500 دار ضخت للمعرض آلاف الكتب والروايات بين الغث والسمين، فهناك كتب سعر أغلفتها أغلى من محتواها والعكس تجد كتباً نافعة ثرية المحتوى. زرت المعرض ورأيت الزوار بين المتخصص الذي يبحث عن ضالته وبين المثقف الذي يقتني ما يناسبه وبين الناقد الذي همه نقد عنوان هذا الكتاب أو لونه أو محتواه وبين من يمشي بين أروقة المعرض لا يدري ماذا يشتري كمثل شخص نزل سوقاً للأحجار الكريمة لا يفرق بين أنواعها ولا يعرف النفيس من الرخيص، ولكن في المجمل كان حراكاً ثقافياً مطمئناً يدل على أننا بدأنا ندرك أهمية القراءة ولو بنسبة متوسطة. كذلك عقدت ورش عمل ومحاضرات ودورات مجانية بقاعات المعرض كانت فرصة حقيقية لمن حضرها، بها إثراء وتثقيف لمواضيع شتى بين الإعلام والنقد وغيرها من المواضيع التي طرحت بهذه القاعات، أيضاً كان هناك حضور لافت لمبادرات مجتمعية أو شبه ربحية تحث على القراءة والتأليف لجميع أفراد المجتمع ومن ضمنهم فاقدي البصر فقد رأيت مبادرة رائعة فكرتها أن تكون همزة وصل بين المؤلف وبين فاقد البصر بحيث تساعد المؤلف على طباعة كتابة بلغة (برايل) لأنه من حق فاقد البصر أن يقرأ ويطلع، وكذلك هناك أركان للأطفال بطرق مبتكرة تحببهم في القراءة. القنوات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية والإذاعات غطت المعرض بشكل استثنائي ورائع ولكن هل انتهى دورها ؟ لماذا لا تستمر في إثراء الساحة بوضع برامج مرئية ومسموعة لنشر ثقافة القراءة بين أفراد المجتمع. كل ما شاهدته مجملاً رائع ولكن ماذا بعد؟ انتهى معرض الكتاب، فماذا بعد! هل سندخل في صوم ثقافي لمدة عام حتى يأتي موعد المعرض القادم! جيلاني بن شايق الشمراني كاتب ومستشار إعلامي