نفى جوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا،" وجود فساد في المؤسسة المشرفة على اللعبة الأكثر شعبية في العالم، كما نفى وجود "أزمة" بسبب التحقيقات الحالية والخلاف بين وبين رئيس الاتحاد الآسيوي، القطري محمد بن همام، واستبعد وجود ما يستدعي إعادة النظر في فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022. وقال بلاتر، الذي تحدث بعد 24 ساعة على إيقاف اثنين من كبار المسؤولين في "فيفا" وصدور قرار بتبرئته شخصياً أنه سيواصل السير بخططه للفوز برئاسة الاتحاد لدوره جديد، بعد أن بات المرشح الوحيد للمنصب إثر انسحاب بن همام. وسعى بلاتر للتخفيف من وقع الأزمة في الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر القول: "نحن لسنا في أزمة، إنما نواجه فقط بعض المصاعب التي يمكننا حلها داخل العائلة." ولدى سؤاله حول إمكانية أن تؤدي الصراعات والاتهامات المتبادلة داخل الاتحاد إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة الأربعاء قال بلاتر: "لدى فيفا ما يكفي من القوة لحل مشاكلها." واستبعد بلاتر حصول إعادة تصويت على حق استضافة كأس العالم لعام 2022، بعد أن شكك البعض في نزاهة عملية الاختيار التي وقعت على قطر، وقال: "ليس هناك قضية متعلقة بكأس العالم لعام 2022... أظن أن عملية الاقتراع جرت بنفس الطريقة التي جرى عبرها اختيار هوية الدولة التي ستستضيف دورة عام 2018." وكان بن همام قد أعلن الاثنين أنه قرر استئناف قرار إيقافه عن العمل الرياضي الذي اتخذته لجنة الأخلاق التابعة للفيفا بحقه، وطالب بشكل عاجل النظر في الاستئناف الثلاثاء، والعودة عن قرار وقفه مؤقتاً قبل مؤتمر الاتحاد الدولي المقرر في الأول من يونيو/حزيران، موعد الانتخابات. وكانت لجنة الأخلاق بالفيفا قد أوقفت القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة، وجاك وارنر نائب رئيس الفيفا بشكل مؤقت، بينما برأت سيب بلاتر رئيس الاتحاد في تحقيق بشأن مزاعم تقديم رشى. وفي وقت سابق من يوم الأحد، أعلن بن همام، سحب ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم قبيل ساعات من مثوله ومنافسه في السباق، بلاتر، أمام لجنة التحقيق. وكان بن همام قد فوجئ باتهامه بالرشوة الأربعاء الفائت، ورفضها مؤكداً بأنها لا تستند إلى أي أساس راسخ. وجاءت الاتهامات قبل وقت قريب من انتخابات رئاسة الفيفا، والتي تصادف الأول من يونيو/حزيران المقبل، ما يوحي بأنها جزء من خطة لتدمير بن همام وإجباره على الانسحاب من المنافسة على رئاسة الفيفا. وقال بن همام: "لست خائفاً من الرد على أي تساؤلات قد تطرحها لجنة الأخلاق الأحد المقبل.. طالما أن اللجنة تضمن المعاملة العادلة.. فليس هناك ما أخشاه"، بحسب بيان تلقت CNN بالعربية نسخة منه. وكان عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي تشاك بليزر قد وجه الاتهام لمحمد بن همام، في إطار تحقيق فتح بحقه وحق التريندادي جاك وارنر، رئيس اتحاد كونكاكاف، ومسؤولين آخرين، بقضايا فساد. ووصف بن همام القرار بأنه "يوم صعب ومؤلم" ولكنه استطرد بالقول: "إذا كان هناك من عدالة في العالم، فان هذه الادعاءات ستذهب أدراج الرياح،" معتبراً ما يجري بأنه مجرد "تكتيك يستعمله أشخاص لا يثقون بقدراتهم على الفوز بمعركة انتخابات الفيفا،" في إشارة إلى بلاتر. وأعرب بن همام عن ثقته بأن لجنة القيم في فيفا ستظهر براءة جميع الذين شملهم قرار التحقيق، مؤكدا ثقته في عدم وجود اتهامات حقيقية للرد عليها، وفي قدرته على خوض انتخابات رئاسة الفيفا المقبلة، واعتذر سلفاً للصحفيين عن قراره بعدم التعامل مع القضية عبر وسائل الإعلام حتى مثوله أمام اللجنة. وكان الأمين العام للفيفا، جيروم فالكي، قد طلب من للجنة القيم فتح تحقيق في تقرير تقدم به عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي، والأمين العام لاتحاد منطقة "الكونكاكاف"، تشاك بليزر، حول انتهاكات محتملة لميثاق شرف الاتحاد، من قبل مسؤولين بالفيفا. وأشار التقرير، على وجه التحديد، إلى اجتماع خاص لاتحاد منطقة "الكاريبي" لكرة القدم، والذي عُقد يومي 10 و11 مايو/ أيار الجاري، ويبدو أنه قد تم تنظيمه بشكل مشترك، من قبل نائب رئيس الفيفا، جاك وورنر، ومحمد بن همام، عضو اللجنة التنفيذية، ورئيس الاتحاد الآسيوي.