دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى "وقف فوري وحقيقي للنار" في ليبيا، والتوقف عن مهاجمة المدنيين فيها. وقال كي مون انه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي الثلاثاء، وناشده وقف النار، وان المحمودي "عبر عن رغبة الحكومة في وقف النار فورا، وتشكيل فريق مراقبة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي". واضاف ان "الاول والاهم هو وضع حد للقتال في مصراتة والاماكن الاخرى، وبعدها يمكننا تقديم المساعدات الانسانية بالتوازي مع الاستمرار في الحوار السياسي". ميدانيا قالت قوات المعارضة الليبية إنها دفعت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي إلى التراجع نحو محيط مطار مدينة مصراتة. ولكن مصادر في المعارضة أشارت إلى أن المدينة ما زالت تحت الحصار، لكن قواتها تقدمت بمعق ثلاثين كيلومترا الى الغرب. وقال مراسل لوكالة أنباء فرانس برس إن قوات المعارضة تسيطر على شريط ساحلي يمتد باتجاه العاصمة. وقال متحدث باسم المعارضة لبي بي سي: "تمكنا من دحر قوات القذافي". مكتب اوروبي من جانب آخر قال الاتحاد الاوروبي الاربعاء انه قرر فتح مكتب لتنسيق المساعدات لقوات المعارضة الليبية في مدينة بنغازي. واوضحت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاترين آشتون قائلة: "لقد قررت فتح مكتب في بنغازي حتى يمكننا التحرك قدما لتقديم الدعم الذي ناقشناه الى الشعب، ودعما للمجتمع المدني، ودعما لحكومة المجلس الوطني الانتقالي". وقالت آشتون، في كلمة امام البرلمان الاوروبي الاربعاء، ان دعم الاتحاد للمعارضة الليبية يتضمن المساعدة في اصلاح المجال الامني، وبناء المؤسسات. الى ذلك دعت مفوضة الاغاثة الانسانية بالاممالمتحدة فاليري أموس إلى وقف القتال في ليبيا لتمكين المجتمع الدولي من تخفيف الازمة الانسانية في البلاد وإجلاء الجرحى. ووصفت أموس الوضع في مصراته المحاصرة بأنه شديد الصعوبة. يذكر أن 750 الفا نزحوا من ليبيا منذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي. وتعاني المدن الليبية من نقص المواد الغذائية، ومخزون البلاد منها لا يكفي سوى لبضعة اشهر، حسب ايموس، التي كررت الحاجة لتأمين الأموال اللازمة لمساعدة المتضررين في ليبيا. وكانت سفينة تابعة للصليب الأحمر قد تمكنت من الرسو في ميناء مصراتة الاثنين حاملة إمدادات طبية وأغذية للأطفال وقطع غيار لأنظمة المياه وتوليد الكهرباء. من جانبه اعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الاربعاء أنه نفذ ستة آلاف غارة جوية ضد أهداف حكومية ليبية منذ بداية إشرافه على العملية العسكرية في الحادي والثلاثين من شهر مارس/آذار الماضي. ووصف الناتو مهمته في ليبيا بأنها ترمي لفرض حظر على السلاح في ليبيا، ومنطقة لحظر الطيران، وإتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المدنيين الليبيين. وقد أمنت الضربات الجوية التي يشنها الحلف معاقل المعارضة الليبية في شرق البلاد: لكن مراقبين يقولون إنه من غير الواضح مدى تأثير ضربات الناتو على قبضة العقيد القذافي على المناطق الواقعة في غرب البلاد. و يصر الناتو على ان إزاحة القذافي ليست من بين اهداف الحلف ، إلا أن دولاً رئيسية في الحلف تصر على انه لا يمكن لليبيا ان تستمر هكذا مع بقاء القذافي. وقالت الانباء ان مبان حكومية تعرضت لهجمات فجر الثلاثاء بما فيها مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في العزيزية. ويعتقد ان اربعة مواقع قصفت بالطائرات. ويقول قائد عمليات حلف شمال الأطلسي في ليبيا الجنرال الإيطالي كلوديو غابيليني إن الغارات كانت ضمن نطاق قرار مجلس الأمن. وقالت مصادر الحكومة الليبية ان مفوضية شؤون الأطفال قد أصيبت اثناء الغارة، ما أدى إلى جرح أربعة أطفال. وقال غابيليني إن الحلف لا يستهدف افرادا دون ان يتسنى له مع ذلك تاكيد ما اذا كان القذافي لا يزال على قيد الحياة بعد الضربات المكثفة التي اصابت العاصمة الليبية. وأضاف في مؤتمر صحفي في مقر قيادة الحلف في نابولي أن الهدف الوحيد للعمليات الدولية التي تولى الحلف الاطلسي قيادتها هو فقط شل الجهاز العسكري الذي يستخدمه نظام القذافي ضد المدنيين.