هزت ضربات جوية نفذتها طائرات حلف الناتو، طرابلس، فجر الثلاثاء، في هجوم يأتي في أعقاب نفي الأمين العام للحلف الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، بأن الحملة الدولية ضد الزعيم الليبي، معمر القذافي، بلغت مرحلة جمود، في حين زعم الثوار قتل 12 من كتائب القذافي وإعطاب دبابة في هجوم على مقربة من العاصمة الليبية. وسمع دوي ثلاثة انفجارات، على الأقل، وأزيز الطائرات المقاتلة وهي تحلق فوق طرابلس. وقال الناطق باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، لCNN إن قصف الناتو استهدف مبان إدارية في وسط طرابلس، وأدى لتضرر مستشفى مجاور بشكل "غير مباشر." وأضاف إبراهيم: الليلة.. كانت ليلة استثنائية في طرابلس"، لافتاً إلى أن الضربات تأتي بعد "فترة هدوء مطولة." وأردف: "أنه لأمر حزين للغاية.. يفقد الجانبان خسائر بشرية بشكل يومي.. أعتقد أنه حان وقت الجلوس والنقاش." وبدأت الطائرات المقاتلة للناتو في دك المنشآت العسكرية والمقار الحكومية لشل القدرات العسكرية للقذافي بموجب قرار دولي صادر عن مجلس الأمن الدولي يقضي بحماية المدنيين وفرض منطقة حظر جوي ضد ليبيا. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي قد أكد بأن أيام الزعيم الليبي في السلطة باتت معدودة، بيد أنه لم يتكهن خلال مقابلة مع CNN، الأحد، بالوقت الذي سوف تستغرقه الحملة الجوية الدولية التي ينفذها الحلف لافتاً إلى أن الصراع يتطلب حلاً سياسياً وليس عسكرياً. وقال راسموسن إن على القذافي "الإدراك عاجلاً وليس آجلا بأنه ما من مستقبل له أو لنظامه"، مشيرا إلى أن العقيد الليبي سيساق خارج السلطة في خضم "رياح التغيير" التي تهب عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخطوات العسكرية الدراماتيكية في كل من أفغانستان وباكستان. ويرى مراقبون إن مرحلة الجمود التي بلغها النزاع بين الطرفين قد يستمر لبعض الوقت. واكتفى راسموسن بالرد على سؤال بشأن موعد إنهاء الناتو لعملياته الجوية بالقول: "هناك حاجة لإنهاء المهمة." وتابع: "حددنا ثلاثة أهداف عسكرية واضحة للغاية هي: إيقاف كامل الهجمات ضد المدنيين، السماح لإيصال المساعدات الإنسانية فوراً وبحرية ودون عوائق، وانسحاب كتائب القذافي والقوات شبه العسكرية إلى قواعدهم وثكناتهم، بتحقيق تلك الأهداف عندها تكون المهمة أُنجزت." وشكك راسموسن في وقف كتائب القذافي للهجمات "الفظيعة والمنهجية" ضد المدنيين طالما بقي القذافي السلطة، مشدداً إلى على ضرورة إيجاد حل سياسي، وليس عسكري "لنقل سلمي للسلطة نحو الديمقراطية" برحيل القذافي." ورغم قصف الناتو، ألحقت كتائب القذافي خسائر بشرية فادحة بين صفوف الثوار في مدينة "مصراتة"، المدينةالغربية الوحيدة تحت قبضة الثوار وشهدت أعنف معارك بين الجانبين. وفي الأثناء، قال مصطفى بوزن، ناطق باسم المعارضة الليبية، إن الثوار قتلوا 12 من كتائب القذافي وأعطبوا دبابة في هجوم وقع على بعد 22 كيلومتراً من طرابلس."