تصاعد القتال في الجبل الغربي في ليبيا منذ ان سيطرت المعارضة الشهر الماضي على معبر الذهيبة الحدودي المؤدي الى الاراضي التونسية ما فتح شريانا جديدا للامدادات. ثوار على طريق نالوت حيث تشتد المعارك مع قوات العقيد ويقول مقاتلو المعارضة ومسعفون ينقلون الجرحى عبر الحدود الليبية التونسية ان الزنتان الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس محاصرة من ثلاث جهات. اما خط جبهة القتال فهو متذبذب ووصل خلال الايام القليلة الماضية الى 15 كيلومترا فقط من البلدة. واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش الإثنين قوات القذافي بشن هجمات عشوائية متكررة على مناطق سكنية في بلدات نالوت وتاكوت والزنتان. وقالت ان التقارير الواردة تصف نمطا من الهجمات يشكل انتهاكا لقوانين الحرب بقذائف المورتر وقصف المساجد ومحطات المياه والمنازل ومدرسة كما وقع هجوم قرب مستشفى. واتهم الهلال الأحمر الليبي كتائب العقيد معمر القذافي باستخدام شعاري منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر لاستهداف المدنيين في مدينة مصراتة، في غضون ذلك حرر الثوار قرية زريق التي تبعد خمسة وعشرين كيلومترا عن مصراتة بعدما كبدوا كتائب القذافي خسائر كبيرة. وطالبت عضو الهلال الأحمر الليبي المسؤولة عن الإغاثة الإنسانية في جبهة القتال للثوار فوزية الفرجاني، اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلالَ الأحمر الدولي، باستنكار استخدام كتائب القذافي شعار المنظمتين في استهداف المدنيين في مصراتة، وأضافت أن تلك الكتائب قد استخدمت الشعارات في مرات سابقة لأغراض مماثلة. معارك ميدانيا، يعد تحرير زريق خطوة قد تفتح الطريق أمام الثوار باتجاه قرية الدافينة الإستراتيجية التي تبعد خمسة وثلاثين كيلومترا من مصراتة. وفي تطور متصل قال متحدث باسم الثوار إن اشتباكات عنيفة دارت بين كتائب القذافي والثوار قرب مطار مدينة مصراتة. ودارت المعارك على جبهات عدة في محيط المدينة، أبرزها الأكاديمية العسكرية وطريق المطار في الجنوب وبورقية في الغرب. وأكد الثوار أنهم عززوا سيطرتهم على بورقية. كما شنت طائرات الناتو غارات جوية استهدفت مستودعات للأسلحة تابعة للقذافي قرب مدينة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار، ويأتي هذا في أعقاب هجوم الكتائب على المدينة، مما أدى إلى مقتل أحد عشر شخصا. من جهة أخرى، بدأ فريق من المتطوعين المختصين في مكافحة الألغام تابع للثوار حملة كبيرة من أجل تطهير مدينة مصراتة والمناطق المجاورة لها من الألغام التي زرعتها كتائب القذافي قبل خروجها من المدينة. وفي السياق , أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اندرس فو راسموسن، بأن أيام الزعيم الليبي، معمر القذافي، في السلطة باتت معدودة، بيد أنه لم يتكهن خلال مقابلة مع CNN، بالوقت الذي سوف تستغرقه الحملة الجوية الدولية التي ينفذها الحلف لافتاً إلى أن الصراع يتطلب حلاً سياسياً وليس عسكرياً. وقال راسموسن إن على القذافي "الإدراك عاجلاً وليس آجلا بأنه ما من مستقبل له أو لنظامه"، مشيرا إلى أن العقيد الليبي سيساق خارج السلطة في خضم "رياح التغيير" التي تهب عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط والخطوات العسكرية الدراماتيكية في كل من أفغانستان وباكستان. واكتفى راسموسن بالرد على سؤال بشأن موعد إنهاء الناتو لعملياته الجوية بالقول: "هناك حاجة لإنهاء المهمة." وشكك راسموسن في وقف كتائب القذافي للهجمات "الفظيعة والمنهجية" ضد المدنيين طالما بقي القذافي السلطة، مشدداً إلى على ضرورة إيجاد حل سياسي، وليس عسكري "لنقل سلمي للسلطة نحو الديمقراطية" برحيل القذافي."