رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" الجمعة، الاعتذار عن قصف "محتمل" لمواقع تابعة للثوار الذين يخوضون معارك طاحنة ضد القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، أسفر عن سقوط عدد من القتلى، بعد قليل من إعلان متحدث باسم الحلف أن القوات الدولية ربما تكون قد قصفت مواقع الثوار الخميس، ب"طريق الخطأ." وأوضح المتحدث باسم حلف الأطلسي، الأدميرال في البحرية البريطانية، راسل هاردينغ، في تصريح للصحفيين: "الوضع 'مائع' للغاية.. ثمة الكثير من السيارات المتحركة بالاتجاهين.. ومن الصعب التمييز بين من يقود هذه السيارات." وقال هاردينغ إن الناتو بالكاد سمع أن قوات الثوار لديهم دبابات، مشيراً إلى أن قوات القذافي هي التي استخدمت الدبابات في إلحاق الأذى بالمدنيين. وكان الثوار المتمردون على نظام العقيد القذافي قد ذكروا الخميس، أن قوات الناتو قصفت دبابات تابعة لهم، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، اثنان منهم من الثوار إضافة إلى طبيبين، بجانب إصابة 14 شخصاً، فيما مازال ستة أشخاص في عداد المفقودين. وقال العقيد عبد الفتاح يونس، قائد "قوات جيش التحرير الليبي" التابع للمعارضة الليبية، إنه في أعقاب القصف الجوي من قبل الناتو، تقدمت قوات القذافي بسرعة، مما دفع الثوار إلى التراجع، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ قوات الناتو بأن الثوار حركوا دباباتهم، وتم إبلاغهم عن مواقعها. وبينما قال يونس إنه لا يوجد توتر مع الناتو، مشيراً إلى أنه يتفهم أن الأوضاع "عبارة عن معارك"، فقد أكد متحدث باسم الناتو أنه ليس هناك حاجة لتعزيز الاتصالات بين قوات الحلف والثوار المناوئين لنظام القذافي. يُشار إلى أن قوات الثوار بين منطقتي "البريقة" و"أجدابيا" تعرضت لقصف جوي، بحسب شهود عيان، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الطائرات التي شنت الهجوم هي طائرات للقذافي أم للناتو، غير أن سماء المنطقة لم تشهد تحليقاً لأي طائرة مقاتلة ليبية منذ أن بدأت القوات الدولية هجماتها على ليبيا، بهدف فرض منطقة حظر جوي وحماية المدنيين الليبيين. وفي أعقاب الهجوم الجوي، تراجع الثوار ومدنيون وانسحبوا من "أجدابيا"، بينما انهمرت القذائف الصاروخية والمدفعية على المدينة من قبل قوات القذافي، فيما بات الوضع أشبه بالمراوحة في تلك المنطقة بين قوات الطرفين. ونقل مراسل CNN من جبهات القتال في ليبيا حصول تطورات ميدانية مهمة على الأرض الخميس، تتمثل في حالة انسحاب كبيرة للثوار والمدنيين من مدينة أجدابيا، ثاني أكبر مدن الشرق الواقع بيد الثوار، وذلك عبر مئات من السيارات المدنية التي انطلقت باتجاه مناطق أكثر أمناً في الشرق، بعد أنباء عن تقدم لقوات العقيد معمر القذافي. ووصف مراسل CNN الانسحاب بأنه "يسوده الذعر والبلبلة"، متحدثاً عن أرتال من الشاحنات، تحمل قاذفات صواريخ وكميات كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري، تقوم بإخلاء المدينة باتجاه المقر الأساسي للثوار في بنغازي. وكانت قوات القذافي قد وصلت إلى مشارف بنغازي ودخلت إلى بعض ضواحيها في 18 مارس/ آذار الماضي، وذلك بعد معارك طاحنة مع الثوار.