أجدابيا (ليبيا) - أ ف ب، رويترز - قال الثوار الليبيون أمس إن ما لا يقل عن 35 عنصراً من القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي قُتلوا في اليومين الماضيين قرب أجدابيا التي استعادها الثوار الأحد إثر معارك ضارية. وأفاد مراسل فرانس برس أن أكثر من 10 سيارات بيك آب متفحمة مجهزة برشاشات ثقيلة تابعة لقوات القذافي شوهدت على خط الجبهة بين شرق المدينة التي كانت بأيدي الثوار والغرب حيث تتمركز قوات القذافي. ودُفنت جثث متفحمة لا يمكن التعرف عليها في الضاحية الغربية من المدينة. وشن حلف شمال الأطلسي (الناتو) غارات في نهاية الأسبوع دعماً للثوار لصد هجمات قوات القذافي على أجدابيا على بعد 160 كلم جنوب غربي بنغازي معقل الثوار. وقال مفتاح جاد الله (63 سنة) الذي حضر عملية دفن جثث جنود القذافي: «عثرنا على 35 جثة. هناك ربما جثتان أو ثلاث جثث تحولت إلى رماد في آليات احترقت». وقال أحد الثوار صالح حسن: «شنّوا هجوماً مباغتاً علينا لكن طائرات (الحلف الأطلسي) قامت بتصفيتهم». وكان يشير إلى الغارات الجوية للأطلسي التي استهدفت 11 دبابة صباح الأحد ودبابة أخرى وثلاث آليات عسكرية مساء قرب أجدابيا. ولم تشاهد أي آلية الاثنين في المدينة بحسب مراسل «فرانس برس» الذي لم ير سوى سيارات بيك آب مجهزة برشاشات. وأضاف صالح: «لسنا واثقين من أن جميع القتلى ليبيون»، موضحاً أن من المحتمل أن يكون بينهم مرتزقة أجانب. وكانت حصيلة سابقة من مصادر طبية أفادت الأحد عن سقوط ما لا يقل عن 12 قتيلاً بينهم تسعة ثوار في مواجهات بين الثوار وقوات القذافي في المدينة وضواحيها. وكان الثوار الليبيون قالوا إنهم أسروا 15 جزائرياً من المرتزقة في أجدابيا وإنهم قتلوا ثلاثة آخرين السبت. وبحسب عبدالرحيم اغوري الطبيب في مستشفى اجدابيا عُثر على مروحية للثوار تعرضت الأحد للنيران في غرب المدينة. وعثر على ثلاث جثث وجريح مصاب بحروق تم نقله إلى مستشفى بنغازي. وكانت مروحية عسكرية ليبية تحمل علم الثوار شوهدت السبت شمال شرقي أجدابيا متوجهة إلى الجبهة في منطقة الحظر الجوي، بحسب مراسل «فرانس برس». وكان نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم أشار لاحقاً إلى أن مروحيتين انتهكتا منطقة الحظر الجوي أسقطتا من قبل قوات القذافي في البريقة على بعد 80 كلم غرب اجدابيا. ومن الجزائر نقلت وكالة «رويترز» عن أحد سكان مدينة مصراتة الليبية أن قتالاً شرساً يدور بين قوات العقيد القذافي والمعارضين في منطقتين بمدينة مصراتة، شرق طرابلس. وتابع الساكن ويدعى عبدالسلام في حديث هاتفي: «يدور قتال شرس الآن عند المدخل الشرقي للمدينة وفي وسطها... في شارع طرابلس». كذلك صرّح ناطق باسم المعارضة في مصراتة بأن قوات القذافي أطلقت أمس صواريخ غراد روسية الصنع على أهداف في المدينة وأن الهجمات مستمرة. وفي الإطار نفسه قال ناطق باسم المعارضة الليبية في مصراتة لقناة «الجزيرة» الفضائية الاثنين إن قصف قوات القذافي للمدينة أسفر عن سقوط خمسة قتلى وإصابة أكثر من 20. وتابع عبدالباسط أبو مزيريق ل «الجزيرة»: «صباح اليوم (أمس) عند الساعة الثالثة صباحاً حدث انفجار كبير في مدينة مصراتة». وأضاف أبو مزيريق: «هناك خمسة شهداء وأكثر من 20 جريحاً جراء القصف العشوائي من جانب كتائب القذافي». وصعّد حلف شمال الأطلسي هجماته على القوة المدرعة للقذافي في الأيام الأخيرة واستهدف دبابات ومستودعات ذخيرة وخطوط اتصالات تنفيذاً لتكليف الأممالمتحدة بحماية المدنيين. وفي بروكسيل، قال حلف شمال الأطلسي إنه سيواصل استهداف قوات القذافي ما دامت مستمرة في تهديد المدنيين. وقال مسؤول في الحلف إن طائراته كانت تحلق في المجال الجوي لليبيا أمس، وأكد أن القوات الحكومية الليبية قصفت مدينة مصراتة المحاصرة منذ أسابيع. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ل «رويترز»: «لا يبدو أن الحديث عن اتفاق للسلام (يرتب له الاتحاد الأفريقي) له أي محتوى في هذه المرحلة». وقال: «سنواصل ممارسة الضغط على القوات التي تهدد المدنيين وستستمر عملياتنا». وأضاف: «طائراتنا ما زالت تحلق وحين نرى تهديداً للمدنيين سنتدخل». في غضون ذلك (رويترز)، ذكرت قناة «الجزيرة» في موقعها على الانترنت أن السلطات الليبية أفرجت عن مراسلها الموريتاني أحمد فال ولد الدين الذي كان أحد أربعة من العاملين في القناة (هم مراسلان ومصوران) احتجزتهم قوات القذافي قرب الزنتان في شمال غربي البلاد. على صعيد آخر قال قائد أركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس إنه يتوقع «خوض عمليات طويلة الأمد» في ليبيا وذلك لدى زيارته الإثنين قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا. وقال: «لم يتم حل أي أزمة معاصرة مؤخراً على أمد قصير. نحن ازاء تتابع أزمات لديها جميعها أسباب عميقة نسبياً. ولذلك لا ينبغي أن نأمل في تسويتها بعصا سحرية». واعتبر أن «القوة الجوية عامل محدد» في مسرح المعارك في ليبيا غير انها لا يمكن «أن تحل بمفردها أزمة كبيرة». وأضاف: «نحن لسنا إلا أداة في الترسانة التي تملكها المجموعة الدولية». وأقر الجنرال الفرنسي بأن مهمات الطيارين «صعبة ومعقدة» خصوصاً بسبب تحرك القوات الموالية للقذافي التي أصبحت تستخدم في شكل متزايد العربات الخفيفة. وأكد بالوميروس «الاحترام التام» لقرار مجلس الأمن الرقم 1973. وقال إنه حين تكون هناك شكوك «نفضّل عدم الضرب والتسبب عند الضرورة بأضرار جانبية»، موضحاً أنه «في مثل هذه النزاعات لا يمكن البتة تفادي الهفوات».