قالت الحكومة الليبية إن غارات نفذتها قوات التحالف الغربي على العاصمة طرابلس لليلة الثالثة على التوالي اسفرت عن مقتل المزيد من المدنيين. وقد سمع دوي انفجارات واصوات المدافع المضادة للطائرات قرب مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في باب العزيزية. كما تواصل القتال بين القوات الموالية للقذافي من جهة وقوات المتمردين من جهة اخرى، رغم اعلان الحكومة التزامها بوقف لاطلاق النار. ففي الشرق، تمكنت القوات الموالية للقذافي من دحر تقدم للمتمردين قرب بلدة اجدابيا، بينما قال معارضون للقذافي في بلدة مصراته لبي بي سي إن قوات القذافي اغارت على المدينة نهار الاثنين. في غضون ذلك، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما إن الولاياتالمتحدة ستسلم مسؤولية قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا "في غضون ايام" الى حلف شمال الاطلسي، وذلك من اجل ضمان توزيع عادل للجهود الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الامن المرقم 1973. وقال الرئيس الامريكي إن حلف شمال الاطلسي سيلعب دور المنسق للعملية، رغم الخلافات التي مازلت تعتمل في صفوفه حيث تعارض فرنسا وتركيا اضطلاع الحلف بدور قيادي في العملية. كما قال الرئيس اوباما إن الولاياتالمتحدة ترغب في رحيل القذافي من السلطة، ولكنه اصر على ان الحملة العسكرية الجارية حاليا لا تهدف الا الى حماية المدنيين. "تحت الحصار" ويقول مراسل بي بي سي في طرابلس آلان ليتل إن اطلاقات المدافع المضادة للطائرات اضاءت سماء العاصمة الليبية ليلة الاثنين، حيث انطلقت في رشقات قصيرة متكررة دامت الواحدة منها عدة دقائق. ويقول مراسلنا إنه سمع دوي انفجار كبير قريب واحد، اضافة الى انفجارات متعددة بعيدة نسبيا. وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن دوي انفجار كبير سمع قرب مقر القذافي في باب العزيزية. واعلن التلفزيون الليبي ان "العاصمة تتعرض لقصف جوي ينفذه العدو الصليبي" وان مواقع عديدة قد تعرضت للقصف، مضيفا ان "هذه الهجمات لن تخيف الشعب الليبي." وقال موسى ابراهيم، الناطق باسم الحكومة الليبية للصحفيين إن بلدة سبها الجنوبية قد تعرضت للقصف يوم الاثنين، وان قوات التحالف اغارت ايضا على ميناء صغير لصيد الاسماك يدعى المنطقة 27 ويقع قرب طرابلس. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن شاهد قوله إن قاعدة بوستة البحرية الواقعة على مسافة 10 كيلومترات الى الشرق من العاصمة قد قصفت، بينما قالت قناة الجزيرة القطرية إن قوات التحالف دمرت محطتين للرادار تقعان شرقي مدينة بنغازي. وقال موسى ابراهيم إن الغارات التي وقعت يوم الاثنين قد اسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين، وعلى وجه الخصوص في "مطار سرت المدني." كما ادعى الناطق الليبي الرسمي بأن القوات الحكومية تسيطر على مصراته - آخر معاقل المعارضين في الغرب - وهو ادعاء نفته المعارضة. كما قصفت القوات الموالية للقذافي بلدة الزنتان القريبة من الحدود مع تونس يوم الاثنين، مما تسبب في تدمير عدة منازل ومسجد، حسبما افاد به شهود لوكالة رويترز. وقال احد اولئك الشهود ان 40 دبابة تقريبا تتجحفل على مشارف البلدة. وفي الشرق، تمكنت القوات الموالية للزعيم الليبي من دحر تقدم للمعارضين صوب اجدابيا. مجلس الامن في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن مجلس الامن التابع للامم المتحدة رفض يوم الاثنين طلبا كانت قد تقدمت به الحكومة الليبية لعقد اجتماع طارئ لمناقشة الغارات الجوية الغربية على البلاد في اعقاب فرض المجلس منطقة حظر جوي فوق البلاد. وقرر المجلس عوضا عن ذلك عقد جلسة احاطة يوم الخميس للامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن كيفية تنفيذ القرار الذي أنشأ منطقة الحظر الجوي لحماية المدنيين في الصراع الدائر في ليبيا. وقال الدبلوماسيون إن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا كتب الى المجلس في مطلع الاسبوع طالبا ان يعقد المجلس اجتماعا طارئا لمناقشة "العداون العسكري" على ليبيا.