- إبراهيم القصادي - جازان يعتبر جامع القُبب في أبو عريش الذي بناه الشريف حمود بن محمد الخيراتي أبو مسمار من أشهر المساجد التاريخية في منطقة جازان، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1248ه. والجامع الواقع جنوب شرقي مدينة أبو عريش عبارة عن بناء مستطيل غير مرتفع، تبلغ مساحته نحو 450 مترًا مربعًا وتعلوه 18 قبة كروية مبنية من الآجر، جرى ترتيبها على ثلاثة صفوف كلها بحجم واحد بقطر يبلغ نحو 4 أمتار. وهو يمتاز بجمال معماري يدل على مهارة وإتقان في البناء. وجدران الجامع سميكة ومبنية من الجص وغيره من مواد البناء القديمة، ويصطف داخله 15 عمودًا اسطوانيًا، من الأعمدة الحجرية الضخمة والقصيرة، وتتقوس من الأعلى وترتكز عليها القباب الكروية. ويوجد في مقدمة الجامع محراب ضيق داخل الجدار السميك، وبجانبه منبر يمثل تجويفًا في الجدار، وتعلو ركنه الجنوبي الشرقي مأذنة صغيرة. وحافظ جامع القبب عبر تاريخه على نمط بنائه القديم، وظل منارة للعلم والتعليم. وشهد جامع القبب العديد من دروس العلم وحلقات الذكر، وظل رافدًا من روافد العلم والمعرفة في المحافظة. واهتم فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان بتوفير الأئمة والمؤذنين والخطباء، مما ساهم في استمرارية المسجد، الذي أدرج ضمن المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي يسعى للحفاظ على الخصائص التاريخية للمسجد والحفاظ على هويته العمرانية وتعزيز مكانته كدور للعبادة ومنارة للعلم.