تحتضن محافظة أبو عريش بمنطقة جازان أحد أقدم وأشهر جوامع المنطقة والمعروف بجامع القباب الذي يقع في الجزء الغربي منها وهو تحفة معمارية ما زالت قائمة منذ أكثر من أربعة قرون وقد وجدت بجانبه صخرة كتب عليها تاريخ البناء 1002ه حيث يعتبر شاهداً على تاريخ المحافظة التي تقع في منتصف محافظات المنطقة. وقد أطلق عليه مسمى جامع القبب لأنه مسقوف بعدة قبب محكمة العمارة من الجص والأجر ويحتوي على مئذنة صغيرة في الركن الجنوبي منه والذي يزال يحتفظ بطابعه الإسلامي المميز وطابعه الأثري. وقد بناه الشريف حمود أبو مسمار وقد قام ببناء جزء منه وتوفي دون إتمامه وأتم بناؤه من بعده الشريف الحسين بن حيدر بن محمد وقد أقيمت أول صلاة فيه سنة 1248 من الهجرة. فيما يروي مدير مكتب الآثار والمتاحف بجازان الدكتور فيصل طميحي أن مسجد القباب في أبوعريش بني في عهد الدولة السعودية الأولى في الربع الأول من القرن الثالث عشر الهجري أيام إمارة أحد أمرائها وهو الشريف حمود أبو مسمار ويضم ثماني عشرة قبة في ثلاثة صفوف ولم نعلم أن مسجدا في المنطقة كلها ضم مثل هذا العدد من القباب وأكد الطميحي أن المسجد قد شهد عدة ترميمات وصيانة لأجزائه الداخلية والخارجية في مراحل مختلفة بسبب ما تعرض له من عوامل التعرية وما زال صوت الآذان تردد صداه جدرانه الأثرية. فيما روى إمام الجامع الشيخ توفيق الجهني أن الجامع سمي بجامع القباب لأنه يضم ثماني عشرة قبة في ثلاثة صفوف والجامع الوحيد الذي يضم مثل هذا العدد من القباب في المنطقة، مشيرا إلى أن الجامع شهد ترميمات حديثة وتم إدخال أدوات حديثة على الجامع مثل الخرسانة والنوافذ وعمل ملحق إضافي ليتسع للمصلين في الجامع ومصلى ودورات مياه للسيدات . مبيناً أن هناك كثيرا من سكان الحي والمحافظة وخصوصاً كبار السن يحرصون على صلاة التراويح وصلاة الجمعة في هذا الجامع القديم لما فيه من روحانية تشعرهم بالحنين للماضي. مشيراً إلى أنه ورث إمامة هذا الجامع بعد والده الذي أم المصلين لأكثر من 30 سنة وبعد الشيخ فتحي دربشي الذي أم المصلين في هذا الجامع لأكثر 70 عاماً. فيما بين فراش الجامع علي دربشي بأنه يعمل على مدى 40 عاماً مؤكداً أن الجامع يشهد ازدحاما أثناء صلاة الجمعة وأن المنطقة المحيطة بالمسجد أصبحت مرمى للنفايات وتحتاج إلى تسوية وسفلتة والجامع يحتاج لصيانة عاجلة نظراً لما فيه من تشققات. مشيراً إلى عدم وجود مواقف لسيارات المصلين لأن المسجد يقع في أحد المداخل ويؤدي للجهة الشمالية لأحياء المحافظة وتوجد ساحة كبيرة في الجهة الشرقية من المسجد ولكنها غير مجهزة وترابية. فيما أوضح محمد الأمير أن تجهيزات الجامع الحالية هي من بعض فاعلي الخير من مكيفات وفرش وغيرها من التجهيزات، مشيراً إلى أن هناك تصدعات في عدة مواقع داخل الجامع وتحتاج لصيانة عاجلة واستغرب عدم اهتمام الجهات المعنية بهذا الجامع. فيما طالب عدد من المصلين بضرورة الاهتمام بهذا الصرح التاريخي من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمنطقة وكذلك هيئة السياحة والآثار ومحافظة أبوعريش.