يعدّ جامع القُبب في أبوعريش من أشهر المساجد التاريخية في منطقة جازان، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1248ه ، وقام ببنائه الشريف حمود بن محمد الخيراتي أبومسمار. ويمتاز الجامع الواقع جنوب شرقي مدينة أبوعريش بجمال معماري يدل على مهارة وإتقان في البناء ، وهو بناء مستطيل غير مرتفع ، تبلغ مساحته نحو 450 مترًا مربعًا وتعلوه 18 قبة كروية مبنية من الآجر وجرى ترتيبها على ثلاثة صفوف كلها بحجم واحد بقطر يبلغ نحو 4 أمتار . وجدران الجامع سميكة ومبنية من الجص وغيره من مواد البناء القديمة، ويصطف داخل الجامع 15 عمودًا اسطوانيًا ، من الأعمدة الحجرية الضخمة والقصيرة، وتتقوس من الأعلى وترتكز عليها القباب الكروية، فيما تضم مقدمة الجامع محرابًا ضيقًا داخل الجدار السميك، وبجانبه منبر يمثل تجويفًا في الجدار، وتعلو ركنه الجنوبي الشرقي مأذنة صغيرة. وحافظ جامع القبب عبر تاريخه على نمط بنائه القديم، وظل منارة للعلم والتعليم، حيث شهد العديد من دروس العلم وحلقات الذكر، وظل رافدًا من روافد العلم والمعرفة في المحافظة ، وقد أسهم اهتمام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان بتوفير الأئمة والمؤذنين والخطباء في استمرارية المسجد، الذي تم إدراجه ضمن المرحلة الثانية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي يسعى للحفاظ على الخصائص التاريخية للمسجد والحفاظ على هويته العمرانية وتعزيز مكانته كدور للعبادة ومنارة للعلم.