قناعاتك هي من تشكل شخصيتك، وتحدّد أولوياتك وتوجهاتك، إذْ أنها مجموعة من الأفكار، والقيم التي تؤمن بها، وتتبناها وتقاتل من أجلها، لا سيما حين تكون قناعة ترتكز على أسس سليمة ومنطقية .. القناعات قد تكون فطرية تولد مع الإنسان كأن يقتنع بجنسه، وأسرته، وقيمه.. وقد تكون مكتسبة تأتي نتيجة الخبرات، والتجارب، والممارسة الحياتية المتنوعة، مثل قناعتنا في السلوكيات المجتمعية، والعادات والتقاليد، وقناعتنا الثقافية فيما يروّج له من أدب أو علوم ومعارف، وحتى الدينية فكل طائفة تؤمن بسلامة مذهبها وكذلك الفكرية وغيرها كثير .. تُعد القناعات( الثابتة )مصدر من مصادر القوة لمن دعم قناعاته بالثبات، والتعزيز إذْ يكسب صاحبها مواقفه وتحدياته، لاسيما حين تكون قناعة سليمة لا تقبل الجدال .. وقد( تتبدل ) القناعات كأن يكون الشخص ضعيفا، أو مهزوزا، عقله كالوعاء الفارغ يتقبل الإملاءات بلا نقاش! يتأثر بمن يمتلكون أسلوبا أخاذا في الإقناع فيستبدل ما كان يخطط له، أو يفكر فيه، أو حتى مقتنع به..! أيضا تتدبل القناعات بملاحظة نتائج التجارب والممارسات، فلايمكن أن تستمر في العمل على أهداف خيالية وتتوقع أن تحقق نتائج منطقية..! مهم جدا أن نعي خطورة تمرير قناعاتنا الشخصية للآخرين، وتقديمها لهم كنصائح أمينة، أو تجارب ناجحة، أو معتقدات ثابتة، ومحاولة التأثير عليهم لقبولها والعمل بها..! إذْ أن ما نجح معك ليس بالضرورة أن يناسبني، وما ناسبك أنت قد لا ينجح معي .. ثم إنه ليس من المعيب أن نُعيد النظر في بعض اعتقاداتنا، وقناعاتنا حين نعلم أنها ليست صوابا.. المعيب حقا أن نسير في طريق نعلم أن نهايته مسدودة، ونبعثر خطواتنا في غير الاتجاه السليم! وهنا يتجلى لنا فائدة أن نمتلك قناعات سليمة ذات نتائج مضمونة تميزنا، وتبرز أفكارنا، وتقدمنا للآخرين بصورة برّاقة، وجميلة، ومدهشة، وتدفع بخطواتنا نحو الأمام دون تعثر أو تعطيل .. أما حينما ننبري لتسويق قناعات هشة، ومغلوطة، وليست ذا أثر حسن هنا تكون النتائج كارثية..! ليس على الفرد وحده بل يمتد أثرها على المجتمع بأسره.. قناعاتك القيّمة و السويّة هويتك، تشبث بها، بل وصدّرها للآخرين وشاركهم إياها، لا تتخلى عنها لمجرد أن هناك من يراك على خطأ، أو لأنه لم يقتنع بأفكارك أو يخالفك الرأي حولها.