أترانا نعيش قناعات غير قناعاتنا لا ونتقمص أدوار الالتفاف والتحايل والتذاكي في داخلنا؟! أم هي موجبات الحياة التي تفرض علينا ذلك أو تلك؟! جميل أن تختلي بنفسك أحيانا وتعيد تقييم شخصيتك وذاتك، إذا لم تفعلها في السابق فافعلها الآن، هي نوع من رياضة اليوغا النفسية لمراجعة الذات ونقد النفس لإعادة بوصلة حياتك للطريق الصحيح خشية الاستمرار في العيش بقناعة لم تألفها، وحتى لا يتهمني البعض بأنني أطالب بإنسان مثالي، أقول: إن القناعة قد تتبدل وقتيا أو أبديا لظرف ما أو لحالة موجبة، لا بأس في ذلك إن لم تستطع الدفاع عن قناعاتك فتخسر جولة من جولات صراع الحياة. قد نقتنع بشيء ما ونجد أننا كنا على خطأ في خياراتنا، ولا ضير من العودة عن ذلك الخيار، الجميع أفرادا وجماعات ودولا تتبدل قناعاتهم بين الفينة والأخرى ولكن تكرارها المستمر يخرجها من مجرد قناعة .. ورعب المواجهة عند تبديل القناعة ردة فعل قوية مع النفس التي تكون أحيانا قاسية على نفسها وتتهم النفس نفسها بأنها نفس جبانة أو شخصية مهزوزة أو ثقة معدومة، ونعود ونقول إن حساب النفس للنفس ومراجعة القناعات هي صفة جميلة جدا تقيك كثيرا من المتاعب إن كان ستبدل قناعتك إلى الأفضل. في رأيي إن قناعاتنا يجب أن لا تتغير أبدا باثنتين: الأولى قناعتك بدينك وإيمانك والأخرى قناعتك بالوطن وحبه.. حذار من تغيير قناعاتنا في ذلك فهو الخسران المبين، ماعدا ذلك فأنت (حر) في ما لا تقتنع به أو تقنع به، هي ملكك وحدك، فذلك مقبول بحكم الزمن الذي لا يعطيك فرصة للاختيار.