الخوف شعور يقتحمك لعدة أسباب فيلغي إحساسك بالأمان النفسي، ويعطل قدرتك على التفكير المنطقي والعقلاني، وتبدأ على إثره بالتصرف بصورة غريبة وأحيانا مبالغا فيها مما يثير قلق من حولك والمحيطين بك ومنهم من يراها ضربا من الجبن وأحيانا من الجنون! كلنا نخاف وهذا أمر طبيعي، وكلنا نحذر وهذا قد يكون ضروريا وكلنا نتصرف بريبة حال الشك لندرأ عن قلوبنا الشعور بالخطر، ولكن أن يتعدى الخوف لدينا حدّه الطبيعي فهذا بلا شك يصبح خوفا مرضيّا وغير مقبول، إذ يمكنه أن يدخلنا في نفق الوهم والمرض النفسي والكآبة.. الخوف حين يستوطن قلب أحدهم فإنه يقضّ مضجعه فيصبح هاجسه المخاطر والكوارث والأمراض فلا يهنأ باللحظة ولا يعيش الفرح ولاتستكين روحه! الخوف الغير مبرر أو المبالغ فيه يتنافى مع التوكل على الله (اعقلها وتوكل) وما نراه في هذه الفترة الحرجة من انتشار وباء كورونا من فزع نظرًا لما تلقي به وسائل التواصل والإعلام من تحقيقات وافتراضات وتقارير قد يكون أغلبها مبالغا فيه (عدا ما تقدمه الجهات المسؤولة المخولة) فإن ذلك سيكون له انعكاس خطير على البعض والذين لا يتمتعون بقدرة جيدة على التماسك والقوة ومواجهة الخوف بالإيمان ثم الاحتراز الذي توصي به الجهات المسؤولة، إما أن نجعل من أنفسنا فريسة سهلة تنهش وسائل التواصل من هدوئنا النفسي وطمأنينتنا فهذا سيودي بنا حتى وإن سلمنا من الفايروس إلى الانهيار النفسي ولو بعد حين..! نحن لاننادي باللامبالاة والاستهتار بل نقول رفقا بأنفسكم واجهوا الخوف بالإيمان والعزيمة والاحتراز المقبول.. لا أن نركض بلا وعي خلف الشائعات والأوهام والانغلاق، كرّسوا أوقاتكم لما فيه فائدة لكم ولأسركم ومجتمعكم وأمتكم.. الآن منحنا الوقت والصحة والفراغ فماذا نحن فاعلون وقد كنا نشتكي ضيق الوقت والضغوطات؟ هيّ الأيام بين أيديكم فاعمروها واستثمروها في بناء ذواتكم وأنفسكم لكيلا نبقى طويلا نبكي على اللبن المسكوب .