كمامات على أغلب الوجوه، قفازات بلاستيكية ومعقمات، الجميع من حولنا حذر قدر الإمكان من كورونا، إلا أن شعرة تشبه إلى حد قريب «شعرة معاوية» تفصلنا عن تصاعد وتيرة الخوف من فايروس كورونا «كوفيد 19» شاغل الدنيا والناس هذه الأيام، والتعامل بشكل طبيعي وفق حجم خطورة الفايروس تجاه المجتمع، الأمر الذي دفع «عكاظ» إلى سؤال عدد من الأخصائيين النفسيين عن الطريقة المثلى للتعامل مع الفايروس، الذين بدورهم شددوا على ضرورة شعور الفرد بالمسؤولية تجاه الآخرين من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية، إضافة إلى اتباع السلوك النفسي المناسب والهدوء وعدم تناقل الشائعات واتباع التعليمات والتوجيهات التي تصدر من وزارة الصحة، ووضع الخطط والبرامج السلوكية. بدوره عد الأخصائي النفسي ناصر العنزي الشعور بالقلق تجاه تصاعد وتيرة الخوف من كورونا بشكل متناسب مع الخطورة البسيطة والواقعية للفايروس أمرا مقبولا، مشيراً في حديثه ل«عكاظ» إلى ضرورة إيجاد بدائل تساعدنا على أن نكون مرنين ومنتجين كي لا نقع ضحية لفريسة القلق والتوتر الزائد الناتج عن الفراغ، وأضاف: «ربما لا يوجد لهذا المرض دواء حالي، لكننا نملك مصلاً يتمثل في الوعي الفردي والمجتمعي وشعور الفرد بالمسؤولية تجاه الآخرين، من خلال التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية». ونوه العنزي بأن مسؤولية الفرد تجاه المجتمع شعور إيجابي جدّاً إذا اتبع الإنسان الخطوات المطلوبة منه وما تمليه واجباته الفردية لحماية المجتمع، وزاد: «يجب علينا الالتزام بتعليمات وزارة الصحة والجهات المعنية فكل الأحداث التي نظُن أنها شر، قد تكون خيراً لنا ورحمة، فقد تكون الشائعات الأمر الأكثر إضراراً بالصحة النفسية للناس، لذا يكمن حل تشوش المعلومة والاضطراب النفسي الحاصل من الشائعات في التأكد من مصادر موثوقة كوزارة الصحة». ومن جهته، أوضح الأخصائي النفسي عمر الأسمر ضرورة إدراك أن الخوف أمر طبيعي جداً. وزاد: «نحن بشر ومن طبيعتنا البشرية أن نخاف ونقلق ونخشى، الأنبياء وهم صفوة البشر تعرضوا لذلك فكيف بنا نحن؟ ولكن من غير الطبيعي أن تتحول هذه المخاوف إلى هاجس يؤرقنا ويؤثر على صحتنا النفسية بشكل سلبي». وأشار الأسمر إلى ضرورة معرفة طرق التعامل مع المخاوف، من خلال عدم نبذها أوتجاهلها ومحاولة إخفائها، وأضاف: «في مثل الوضع العام الراهن حول فايروس كورونا يجب أن نعلم بدايةً ما كورونا؟ وما مسبباته؟ وهل هنالك حالات مصابة به في محيطنا الاجتماعي أم لا؟ وما إلى ذلك من معلومات رئيسية حول هذا الوباء، تمكِّننا تلك المعلومات من إعمال العقل والمنطق والتحكم في مخاوفنا والسيطرة عليها». وبدوره، أشار الأخصائي النفسي سعود الشمري إلى التوكل على الله والدعاء بجلاء الوباء واتباع السلوك النفسي المناسب والهدوء وعدم تناقل الشائعات، واتباع التعليمات والتوجيهات التي تصدر من الجهات المعنية، ووضع الخطط والبرامج السلوكية للدعم النفسي وتدريب الأسر على تطبيقها بالمنزل، إذ يعتبر العامل النفسي من الأدوار المهمة في هذه الأوقات، وأن يكون لرب الأسرة دور في دعم أسرته.