لكل أمة من الأمم عيداً يأنسون به ويفرحون فيه ، هذا العيد عقيدة هذه الأمة وفلسفة حياتها فقد شرعه الله تعالى لأمة الاسلام ، قال تعالى : ((لكل أمة جعلنا مَنْسَكًا)). فَ ما أجمل طيف الخيال الحالم وما أبهى الليل الساجي ، يوم أن يجتر الفؤاد حديثاً من الذكرى ، يومُ تحلو مؤانسة الأحبة ولقاء الأقرباء ، بعد حزن وفراق ، العيد شَرع أبوابهُ وأقبل مستفيض الجلال مستنير الشروق والأصال ، أشرقت أنواره والسعد في كل الوجوة تلألأ ،أصبحت من صباحه الناس في بِشر ،وأمست من ليله في اختيال. تتصاعدُ المآذن بالتكبيرات تلفُظها الحناجرُ والقلوب ، تبدأ رائحة الحج تنشر شذاها في الآفاق ، للهجرة الروحية ول رحلة السلام إلى أرض السلام ، تضم الملايين من أعراق وأفئدة شتى جاءوا من كل فج عميق ليجسدوا عظمة هذه العقيدة والدين. العيد ألا تحسد الأرواح الهائمةُ في الأثير فما أسعد القلب المهموم حين يشارك القلوب المرحة ، العيد أن تعطي الجميل وترتضي سبل السلام ،لاتعتقدوا أن العيد حلوى وزينة وثوب جميل ، بل هو آرواحُ تتحد وَ تنطلق بفرح إلى الفجر الجديد ، تغدو بسعادة تعمر القلب ،وأملاً تشرق به النفس ،وبهجة تكسو المظهر ، وفألاً يرسم المستقبل ،وفرحاً يسود في المجتمع ،وتبدو أجمل معانيه في طفل يبتسم ،ويتيم يأمن ، وفقير يكتفي ،وغريب يأنس ، نحن نعيش لنهتدي إلى الجمال وكل شيء ماعدا ذلك لون من الانتظار .