بقلم | خالد ال جربوع كل واحد منا يريد الحياة تجري على ما يريده من سعادة وخير ونجاح وفرح وغيرها من الملذات والطيبات ولكن المتأمل الحصيف هو من يتلو القرآن بتمعن وتفكر ثم يعيش حياته كما فهمها وعرف قدرها في القرآن والسنة ولا غرابة أن النفس البشرية جُبلت على حب الشهوات لذا لا نعاتب من يريد الحياة خالية من الأكدار والأوجاع والمنغصات ولكن الناظر بعين بصيرة ذات اليمين وذات الشمال يجد أن الناس وإن رأى أنهم سعداء فلابد أن يجد ما ينغص عيشهم ويكدر صفوهم فهذا مريض وهذا فقير وهذا سجين وهذا حائر مهموم وهذا محروم من الذرية والآخر مظلوم وهذا لديه أبناء مرضى وهذا أبناء عاقين وهذا مديون وغيره عاطل وغيرها من ظروف الحياة مما يجعل الحياة غير مستقرة ولكن من يعرف بأن الحياة دار ممر وليست دار مقر وأن الله قد ذكر في مواضع عدة من القرآن حال حياتنا وما سيصيبها من الكدر وما سينتابها من الكبد وأنها زائلة ونعيمها زائل فهذا يجعلنا نعيشها بكل يسر وسهولة ونقبل ما فيها فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فلنصبر ولنحتسب ولنقرأ تاريخ من قبلنا من الأنبياء والرسل ومن زعماء التاريخ و رجاله وعلماء الدين ونقرأ شعر العرب وكل ذلك يوحي لنا ويخبرنا بما نالهم في حياتهم من عقبات ومصائب قد لا نحتملها ثم بعد هذا نبدأ بإعادة ترتيب أمورنا ونعطيها ماتستحق ولا نزيدها فوق ما لاتستحق وها هي ماضية كيف ما شاء الله وقدره علينا وحياة المسلم كلها جهاد ومجاهدة وصبر واحتساب والسعيد من جعل همه وغاية مطلبه آخرته واستزاد من حياته الفانية لحياته الباقية والنسعد ونُسعد ونستبشر ونُبشر ونجعل الحياة سفينة إلى النجاة والوصول إلى رضوان الله والفردوس الأعلى من الجنة ولنجابر بعضنا ونواسي إخواننا وأنفسنا ومن حولنا ونقدم ما يسعد الآخرين فسعادة الغير سعادة لنا ولا نجعل حياتنا بؤسا وشؤما ولنستبشر ونتفاءل بمستقبل سعيد وحياة موفقة معمورة بالطاعة والإنقياد لله.