بقلم | بتول الغامدي إن موعد استلام شهادات أبناءنا أضحى قريباً والجميع يترقب عبور هذه الزوبعة بنفاذ صبر لتهدأ الأجواء من جديد ونبصر بعدها آمالا ضخمناها وأحلاماً شيدناها لأبناءنا وربما لنا. لابأس أن نحلم فالأحلام ملك للجميع ولكن لا تنسينا أحلامنا أحلامهم وجهودهم وتوترهم ومعاناتهم خلال فترة الإعداد للإمتحانات. فهم أيضًا يتمنون الأفضل ربما لكم أكثر من أنفسهم، وحتى يكون ولي الأمر مبصرا فربما يوجد بين هؤلاء الطلاب من سيصبح رساما أوفنانا تشكيليا أو تلفزيونيا وكل ذلك لن يحتاج فيه إلى إتقان العلوم والرياضيات!. كما قد يوجد التاجر ورجل الأعمال الحرة الذي سيُغْرِق البنوك يوماً بأمواله وحتماً هذا لا يهمّه أمر التاريخ وعلم الجيولوجيا. وهناك الرياضي وهدّاف المدرسة بلياقته البدنية العالية الذي قد يكون يوماً منافساً شرساً في الاولمبياد العالمي حتى وان لم يجيد الفيزياء وحساب المثلثات. وهناك الإعلامي المميز اللبق صاحب القلم والصوت الجهور والذي سيكون اهتمامه بعيدا عن علوم الاحياء والهندسة. فإذا حصد ابنك أعلى الدرجات بعد توفيق الله فذلك شيء بديع ومجهود يستحق الثناء عليه ، وإن لم يكن ذلك ، فلا تسلبه احترامه لذاته وكرامته وثقته بنفسه كرقم مميز في معادلة الحياة. طمئن قلبه الصغير المرتعد بأن لابأس إن أخفق فهذا مجرّد امتحان كل، وما فاته الان بإذن الله سيحققه العام القادم كما أن الحياة ستضعه في مواجهات أشد تحدياً من اختبار ورقي. عانق ابنك وأخبره إنك تحبه إذا كان بكل أحواله سواء كانت درجاته الدراسية عالية أو كانت متدنية. أخبره بأنه ألماسةٌ ثمينة لا تنخفض قيمتها لديك مهما تبدلت قشرتها وأنه مميز عن البقية بشرف المحاولة والاجتهاد، وأن قادم محاولاته التي لم تاتِ بعد هي الأجمل . اجعل من ابنك جحر أساس لصناعة مستقبل أكثر نجاحاً ولاتقتل فيه الطموح والرغبة ولغة النهوض بعد الفشل. واهمس لقلبك : أن الأطباء والمهندسين والمدراء والمحاسبين ربما يخفون بداخلهم غبطةً لنظائرهم البسطاء، فهم سعداء ويتمتعون بالحياة أكثر منهم. ربما يوجد بالعالم الكثير من المميزون ولكنهم لا يعنونك، ابنك هو المميز الأكثر أهمية في حياتك والاستثمار الاعلى قيمة بالنسبة إليك وذكّر قلبك أن بعض العظماء ذات يوم كانوا فاشلين دراسيّاً ، وربما بدعمك ومواقفك يكون ابنك خليفةً للعلم والنماء في المجتمع .