تشهد برامج وفعاليات مدينة أبها بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية ٢٠١٧ م، احتفالية كبرى بمناسبة مرور ٤ عقود على تأسيس ناديها الأدبي. وبحسب عضو مجلس الإدارة المسؤول الإداري للنادي الدكتور أحمد التيهاني، فإن الاحتفالية ستقام في فندق قصر أبها خلال شهر شعبان المقبل. ويشير التيهاني إلى أن النادي يحمل تاريخا كبيرا ودورا وطنيا رياديا، قائلا: “منذ الموافقة على تأسيسه في منتصف عام ١٣٩٨ه، وافتتاحه عام ١٤٠٠ه، نهض بمسؤولياته الوطنية والثقافية والتنويرية نهوضا جعله الأكثر تميزا عبر سنوات عديدة، وهو قول تدل عليه الوثائق والشهادات الرسمية التي جعلته في المرتبة الأولى، وبعد مرور وقت وجيز على التأسيس، تحول مع توسع مناشطه، وازدياد عدد مرتاديه، إلى منارة إشعاع ثقافي كان لها أثرها الواضح على الحركتين الأدبيّة والثقافية في المنطقة على وجه الخصوص، وفي المملكة بشكل عام، حتى إن جل مصادر الإبداع الأدبي، ومراجع البحث العلمي المتعلقة بأدب وتاريخ المكان كانت صادرة عنه، إلى أن اقترب عدد إصداراته من ٢٥٠ إصدارا، فضلا عن أنه كان عبر السنوات يحرك الراكد، ويفتح الأذهان، ويسلط الضوء على الزوايا المعتمة، كما كان عضوا منظما لملتقى أبها، وهو مقر أمانة جائزة أبها للثقافة، والمشارك الفاعل في أعمال التنمية السياحية ومناشطها منذ ما يزيد على ٣٥ عاما، وغير ذلك من الواجبات الوطنية المتعلقة بالأحداث والمستجدات الفكرية”. وأضاف: “سخر النادي عددا من مطبوعاته لخدمة الأهداف الوطنية، وتعزيز الانتماء ومحاربة الأفكار الحزبية والرؤى الضالة، وكانت مجلة “بيادر” منبرا مهما للكثير من الرؤى الوطنية الصادقة، فضلا عن: المحاضرات، والأمسيات الشعرية والقصصية، والمسامرات الأدبية، واللقاءات، والحوارات مع الرموز الثقافية على مستوى الوطن، والعرب المقيمين، ونخص منها سلسلة: “حوار من أجل الوطن”، التي كانت تجربة حوارية شهرية، تمثلت فرادتها في استضافتها لرموز الأطراف المتضادة، وفتح باب الحوار أمامهم بكل شفافية وتجرد، من أجل الوصول إلى رؤى وطنية مشتركة”. وشدد المسؤول الإداري للنادي على أن النادي حرص على أن يكون حاضرا في أوقات اشتداد الأزمات الوطنية، والتجاذبات الفكرية، ليكون – بوصفه مؤسسة ثقافية – جامعا للرؤى، ومانعا للخلاف، ومعززا للاختلاف الإيجابي، وأبان أن النادي يأتي في المركز الأول من حيث كمّ المطبوعات القيمة التي أصدرها عبر تاريخه، مع اقتراب عددها من ٣٠٠ كتاب في مختلف العلوم والفنون والآداب التي أثرت المكتبة العربية، وبخاصة بعد أن صار النادي ينشر بالشراكة مع دور نشر عربية كبرى، مما أسهم في جودة الطباعة، وجعل إصدارات النادي تصل إلى كافة أرجاء الوطن العربي. وأضاف: “في مرحلته الحالية، يحرص النادي على مواكبة العصر، واستثمار الوسائط الجديدة في إيصال رسالته، مركزا على الجيل الجديد من المبدعين بوصفهم الأمل، ولكونهم رهان المستقبل، دون إغفال دور الرواد وتأثيرهم، وما منتدى الرواد إلا دليل قائم على الاهتمام بهم، بالإضافة إلى تكريم المؤثرين والمنتجين منهم”. فعاليات وبرامج وضمن مشاركات النادي في برنامج فعاليات أبها عاصمة السياحة العربية” ٢٠١٧، ينظم ٤٦ فعالية، أبرزها ملتقى النسخة الثانية: “الهوية والأدب2″، بمشاركة أكثر من 30 باحثاً من مختلف أنحاء المملكة فندق قصر أبها خلال شهر شعبان، خصص هذا العام للأبحاث المتعلقة بالسرد في منطقة عسير، فيما أن هناك برامج أخرى مهمة في طريقها للاعتماد من مجلس إدارة النادي، وقال التيهاني: “من الفعاليات الأخرى المهمة خلال المناسبة: فعالية تكريمية لثلاث شخصيات ريادية لها أثرها في الأدب والثقافة في منطقة عسير عامة ومدينة أبها خاصة وهي: القاص تركي العسيري ويتحدث عنه أ. د. محمد أبو ملحة والشاعر أحمد علي آل مانع عسيري ويتحدث عنه د. أحمد التيهاني وأ. د. محمد سعيد الشعفي ويتحدث عنه د. أحمد آل فايع بقاعة المسامرات بالنادي خلال شهر رجب، بالإضافة إلى تدشين ثلاثة كتب من مطبوعات النادي الجديدة المتعلقة بتاريخ مدينة أبها وتاريخ منطقة عسير وثقافتهما بقاعة المسامرات بالنادي خلال شهر جمادى الآخرة، وأمسية شعرية للشعراء: معبّر النهاري وحسن الزهران وأحمد قرّان، وأمسية شعرية أخرى بعنوان: “أبها في عيون الشعر”، يشارك فيها عدد من الشعراء بقصائد في وصف مدينة أبها خلال شهر رجب”.