أجمع وزراء التربية الخليجيين على أهمية تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما يعزز من الهوية الخليجية والتأكيد على الدور الريادي لوزارات التربية والتعليم في هذا المجال . جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني لوزراء التربية والتعليم بمجلس التعاون الخليجي والذي عقد صباح اليوم بمقر الأمانة العامة و بحضور معالي الأمين العام للمجلس. إلى ذلك، قال رئيس الاجتماع وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في كلمته الافتتاحية للاجتماع الثاني أن وزاراتُ التربية والتعليم في دول الخليج تفاعلت مع الأجندات العالمية، ومعاييرِ التعليمِ للجميع، التي أشار التقريرُ الختاميُّ حولها إلى تحقيقِ دولِنا لمُعظمِها، مناشداً الجميع لبذل مزيداً من الجهود، في مجالاتٍ رفعِ مُستوى الجودة في التعليم، والعملِ لتحقيق الرؤية العالمية للتعليم ٢٠٣٠ والتركيزِ على ما يخصُّ التعليم، في سياقِ أهدافِ التنمية المُستدامة، التي أقرتها الأممُالمتحدة، والتي أكدت على أنَّ التعليمَ يُشكّلُ مُحرِّكًا أساسيًّا للتنمية، منوها بأهمية الاستمرارَ في رَصدِ التوجهاتِ الدولية، وتقديمِ الدعمِ للفرقِ الوطنية، المعنيةِ بالمشاركة في إعداد التقارير الإقليمية، لإيضاح الإنجازات المتحققة في التعليم في بلادنا، وهو ما تضمنتهُ الإستراتيجية الجديدة لمكتب التربية العربي لدول الخليج. وتناول العيسى مؤثرات التطور التقني السريع، والمد الإعلامي وآثاره على الأطفال والشباب وأهمية تمكينهم من إدراك الاستهلاك الواعي للإعلام، والتسخيرِ الإيجابي للتقنية، وإيجادِ البرامج الفاعلة، لإِكسابهم المهاراتِ الحياتية، والقيمَ السامية، التي تنمي فيهم المواطَنةَ الصالحة، وتجعلُهم مساهمين ومؤثرين في تنمية أوطانهم ومجتمعاتهم، آمنينَ من مزالقِ الانحراف الفكري وتداعياته المدمرة. وأضاف العيسى أن هذا الاجتماع يكتسب أهمية خاصة كونه يأتي بعدَ مدةٍ قصيرةٍ من انعقاد القمة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول التعاون الخليجي والخروج بقراراتٍ وتوجُّهاتٍ تُوِّجَتْ باعتمادِ رؤيةِ خادم الحرمين الشريفين، لتعزيزِ العملِ الخليجيِّ المشترك، والتي هي متحققةٌ في التعاون التربوي .. “وما اجتماعُنا هذا إلا تحقيقًا لهذه الرؤية الكريمة، وهو ما يعطينا دافعًا قويًّا لتحقيق المزيد من الإنجازات، تضافُ إلى ما تم تنفيذُه من برامجَ ومشروعاتٍ تربويةٍ مشتركة، في مسيرةٍ امتدت لأكثرَ من أربعين عامًا، انتظمت فيها قراراتٌ تعليميةٌ صادرة من المجلس الأعلى، كالخطةِ المشتركة لتطوير المناهج، ومشروعِ تطويرِ التعليم، إضافة إلى منظومةٍ ثريّةٍ من الفعاليات، وبرامج التدريب، والإصدارات التربوية”. وتابع : “نحن في المملكة، على استعدادٍ دائم، لتحقيقِ أعلى مستويات التنسيق والتعاون والتكامل مع أشقائنا في مجلس التعاون، وهو ما يجعلُنا أكثرَ قدرةً على تحقيق رؤى قياداتِنا، لتطوير التعليم. ونحنُ في المملكة نعملُ حاليًّا على تجويد التعليم ومخرجاته، مستفيدين في ذلك من الدعم السخي الذي يحظى به قطاعُ التعليم، ومُنفّذين لتوجيهاتِ خادم الحرمين الشريفين، الذي قال -حفظه الله – لقد وجّهنا بتطوير التعليم، من خلالِ التكامل بين التعليم بشقّيه: العام والعالي، وتعزيزِ البنيةِ الأساسيةِ السليمةِ له، بما يكفُلُ أن تكونَ مخرجاتُهُ متوافقةً مع خططِ التنمية، وسوقِ العمل ” . من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف الزياني في كلمته إن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي اعتمدها قادة دول المجلس في ديسمبر الماضي، رؤية حكيمة ذات مضامين سامية تستهدف رفع مستوى التعاون والتكامل الخليجي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وأشار الزياني إلى البنود التي ركزت عليها رؤية خادم الحرمين الشريفين فيما يخص اللجنة الوزارية للتربية والتعليم والتي اشتملت على: استكمال ما تبقى من خطوات لتنفيذ السوق الخليجية المشتركة، لتحقيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس الطبيعيين والاعتباريين، ودراسة التجربة التكاملية لدول المجلس، وتحويل (الأنظمة/القوانين) الاسترشادية الحالية إلى أنظمة وقوانين موحدة، وتشجيع العمل التطوعي في دول المجلس، وتحديد مواعيد نهائية لنفاذ قرارات المجلس الأعلى، إضافة إلى وضع كافة المؤسسات والمنظمات والمكاتب الخليجية تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون، وتحت إشراف مباشر من المجلس الوزاري واللجان الوزارية المختصة المسؤولة عن نشاط المؤسسة أو المنظمة أو المكتب الخليجي. مشيرا إلى أن أصحاب الجلالة والسمو القادة وجهوا إلى الانتهاء من تنفيذ بنود الرؤية خلال العام الحالي 2016م، ورفع تقرير متابعة إلى مقامهم السامي في لقائهم التشاوري المقبل. وكان من أبرز القرارات التي خرج بها اللقاء هي: تشكيل لجنة لمتابعة وتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين للعمل الخليجي المشترك ورفع ما تتوصل إليه خلال شهر أبريل المقبل، التأكيد على قرار المؤتمر العام لمجلس وزراء الصحة بشأن مكافحة التبغ ومقترح الأمانة العامة حول تعزيز دور المؤسسة التعليمية في تنمية ثقافة العمل التطوعي، اعتماد حصة دراسية رياضية يومية لجميع مراحل التعليم بالإضافة إلى ما تم الاتفاق بشأنه في إطار التعاون الدولي ودعمه من خلال تبني عدداً من البرامج والمشاريع التي ستخرج بها اللجان. تم الاتفاق على عقد الاجتماع الثالث للجنة خلال شهر يناير من العام المقبل 2017 م في رحاب وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين.