كشف المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف الوطنية والصناعات اليدوية “بارع” الدكتور جاسر الحربش حرص البرنامج على توسيع المشاريع القائمة لحرفة القط سواء في الهدايا أو التصميم الداخلي للفنادق أو المطاعم في منطقة عسير وخارجها، والسعي لتعميمه بالتصاميم الداخلية للفنادق على وجه الخصوص. جاء ذلك بعد الاجتماع التعريفي للجهات المهتمة بحفظ فن القط، بهدف تعريف المجتمع المحلي باهتمام منظمات المجتمع المدني والغير ربحية بكيفية حفظ التراث، والذي نظمه فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير، بحضور ومشاركة فريق البرنامج الوطني للحرف الوطنية والصناعات اليدوية “بارع” بالتعاون مع الجمعية السعودية المحافظة على التراث. وبين الحربش أن الاجتماع هدف إلى الإطلاع على تجارب حرفة فن القط في منطقة عسير، مشيرا إلى أنه عقدت ورشة عمل عن القط والتقي بالشخصيات البارزة في هذا المجال خلال البرنامج. وأضاف: “برنامج بارع يدعم وينظم دورات تدريبية يقدمها الحرفيون المهرة لمن يرغب من أبناء وبنات المنطقة”. من جهتها، قالت المدير التنفيذي للجمعية السعودية للمحافظة على التراث الدكتورة مها السنان: “إن الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تعمل من خلال مشروع حالة التراث والذي يهدف إلى توثيق التراث الغير مادي في السعودية، ففي كل فترة يختار مجال تراثي وفقا للمنهجية التي وضعتها منظمة اليونسكو في توثيق التراث وقوائم الحصر وتواصل مع الممارسين وتسجيل شهاداتهم وتوثيق العنصر بالصورة الثابتة والمتحركة وبناء قدرات القدرات القادرة على حصر التراث، وهذا ما سيتم الاهتمام به في عسير من توثيق فن القط”. ولفتت السنان إلى أن الجمعية تعتبر من منظمات المجتمع المدني، وتعمل على التعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبرنامج “بارع” باعتبارها من أهم الجهات الحكومية التي تعمل على الحفاظ على التراث وتوثيقه. وأضافت: “من أهداف الجمعية المستقبلية هي تقديم المواد العلمية والتوثيقية الكاملة لوزارة الثقافة والإعلام لتسجيل القط ضمن التراث الغير مادي، وإعداد ملف يعتبر مقترح للوزارة باعتبارها المعنية أمام اليونسكو بتوثيق التراث الغير مادي، وقد سبق للجمعية أن قدمت مقترحات بملف العرضة النجدية والمزمار حيث تمارس الجمعية دورها في وضع مثل هذه المقترحات التي تساهم في الحفاظ على التراث”. وختمت السنان حديثها بالقول: “البرنامج في عسير تم من خلال ورشة تعريفية ودراسة مسحية وجمع معلومات أولي وتعريف المجتمع المحلي بما ستقدمه الجمعية والذي يعتبر جزء من عملها في توثيق التراث”. من جهته، أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن فرع الهيئة يعتبر نفسه معنيا عن أي نقلة نوعية تحافظ على التراث وتعزز وجوده محليا وعالميا، وقال: “يقف الفرع مع أي مبادرة تعمل على الحفاظ على الحرف أو التراث”. وشدد العمرة على أن القط حظي باهتمام عالمي، وهو فن شهد له العديد من المبدعين من العرب والأوربيين الذين سطروا العديد من المقالات والكتب التي تحكي عن هذا الفن باعتباره أحد النماذج التراثية التي تتناول حضارة الإنسان في عسير. وأفصح عن أن الفرع يعمل على إيجاد اتفاقيات وشراكات مع العديد من الجهات المعنية لإيصال هذا الفن للعالمية ولتكريس وجوده كشعار حضاري ينضم إلى باقة المعطيات الحضارية التي تتميز بها المنطقة والتي تضم العديد من الآثار والحرف وقطع التراث التي تحكي تفاعل الإنسان مع هذه الأرض وتعبيره عن ذاته من خلالها.