استعرضت أُولى ورش عمل ملتقى التراث العمراني الرابع بمنطقة عسير تحت عنوان (حرف التراث العمراني)، تجارب عالمية في كيفية الحفاظ على الحرف التراثية وتأصيلها أمام الأجيال القادمة، باعتبارها أحد مكوّنات التراث الوطني التي تشكل مورداً اقتصاديا مُهما يدعم التنمية في كل مناطق المملكة من خلال توظيف منتجاتها في قطاع السياحة وتسويقها محليا وعالميا. وكان في مقدمة التجارب في الجلسة التي أدارها المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف اليدوية «بارع» الدكتور جاسر الحربش، تجربة الحفاظ على الحرف التقليدية في كابولبأفغانستان، وتجربة مسيرة التعليم المهني لحرف التراث العمراني في بريطانيا. من جهته، تناول الدكتور سامي عنقاوي حرف التراث الإسلامي، واضعاً حِرَف التراث العمراني الحجازي نموذجاً انطلق من خلاله من مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كونها تحمل مزيجاً إسلامياً من التراث العمراني. فيما ألقى المهندس أحمد عنقاوي الضوء على عناصر العمارة الحجازية «المنجور والنواشين»، وكيفية الربط بين الحرفة والتصميم والتكنولوجيا، مستعرضا عديداً من الأعمال الحديثة المستوحاة من أصالة الحرف التراثية القديمة. بدوره، سرد رئيس مركز إحياء التراث العمراني في بريطانيا الدكتور إيمانويل أمودي التعليم المهني للحرف التقليدية في التراث العمراني، مبيناً أن المركز يعمل منذ عام 1970م، قام خلاله بإعمار أكثر من 25000 حرفة، بفضل الأنظمة التشريعية القديمة لإعادة إحياء التراث. أما الدكتور فهد الحسين فنوَّه في مشاركته إلى دور الحرف والصناعات اليدوية في تأهيل العمارة التقليدية بالمملكة، مؤكدا على اعتماد مبدأ الحفاظ على التراث العمراني وتحقيق العائد الاستثماري. من جانبها، استعرضت المحاضِرة بجامعة الملك عبدالعزيز ريم الزهراني، بحثها العلمي عن تكامل الرؤية بين التوثيق الفني والإلهام الابتكاري في تصميم وتشكيل التذكارات السياحية المعدنية للمعالم التاريخية في السعودية. في حين عرجت عائشة نجمي على دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في رفع كفاءة الأسر المنتجة. وكانت الجلسة شهدت مشاركة عضو مكتب التراث في أفغانستان الدكتورة نيكلوس وارنز، عبر برنامج «إسكيب»، عن تجربة مراد خان كابولأفغانستان 2006 – 2014 في الحفاظ على الحرف التقليدية.