اختتمت مؤخراً فعاليات ملتقى التراث والفنون الذي نظمته الجمعية السعودية للحفاظ على التراث تحت عنوان "نحييها" بمركز الملك فهد الثقافي احتفاءً بيوم التراث العالمي، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالرياض. وتسعى الجمعية من خلال الملتقى إلى التوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه، حيث قدمت العديد من البرامج والفعاليات التي تتطرق للتراث والفنون عبر جلسات حوارية وعروض مسرحية وتجارب دولية ووطنية ناجحة في خدمة الفنون، بالإضافة إلى ورش عمل للأطفال وعروض للحرف والمصنوعات الفنية والتراثية. وتطرقت الجلسات الثقافية لعدد من المحاور كان موضوعها "المحافظة على التراث نموذج دولي"، وعرضت الجلسة الأولى أبرز التجارب الدولية الناجحة، منها: جهود منظمة اليونسكو في حماية التراث، ومنها ما هو تجارب دول كأفغانستان والإمارات العربية المتحدة، وتأملات في مستقبل التراث السعودي من خلال الفنون برؤية د.ليزا إيركوفيتش. وتناولت الجلسة الثانية نماذج وطنية ناجحة من القطاعين الحكومي والخاص، وجلسة ختامية عن ريادة الأعمال الاجتماعية في خدمة التراث وتسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجالات التراث. وقدم نخبة من الفنانين الخليجيين يتقدمهم الفنان طارق العلي مسرحية كوميدية بعنوان "الصيدة بلندن" تتضمن رسائل توعوية محفزة للمحافظة عن التراث على مدار ثلاثة أيام. وعلى جانب آخر، شاركت عدد من القطاعات والجهات المعنية بالتراث ورواد الأعمال بالمعرض المقام على هامش الفعاليات، شكلت مشاركاتهم عاملاً هاماً في تجسيد دور مؤسسات المجتمع المدني والمواطن المهتم بالتراث من رواد الأعمال. وقال "د. جاسر الحربش" -رئيس البرنامج الوطني للحرف "بارع"- إن البرنامج معني بعدة أهداف أساسية منها تطوير المنتجات الحرفية، وتدريب الحرفيين، ودعم تسويق الأعمال الحرفية، وتسهيل الاستثمار في القطاع الحرفي. وأضاف أن التطوير فيه استراتيجية وطنية معتمدة للحرف أقرت 44 حرفة وطنية وفقاً لانتشارها، والهدف منها الحفاظ عليها وتوثيقها وتطوير تصنيعها ومن ثم نقلها إلى الأجيال المتعاقبة ومن ذلك إعادة استخدام وتوظيف بعض الحرف العريقة كالسدو مثلاً لينتج منه هدايا حرفية أو مستلزمات منزلية تأخذ الهوية الوطنية ويكون فيها جزء منها قطع سدو أصلية. كما تحدث د. الحربش عن نشاط الأطفال في الركن والذي يهدف إلى تعريف وتثقيف الطفل بالحرف التراثية التقليدية ومنها أعمال الخزف والرسم "بالقط" على الطريقة العسيرية. وفي جانب آخر من المعرض عرض جناح "قصة 100" آخر إصدارات الكاتبة الرسامة "هلا بنت خالد" الذي يرسم ملامح من النسيج الاجتماعي والتراثي عبر تفاصيل من ذاكرة المجتمع السعودي، بالإضافة إلى لقاء الكاتبة للأطفال في الركن والحديث عن التراث، وتضمن تدشين توقيع الكتاب المعنون ب"قصة 100". كما عرضت أجنحة المشاريع الصغيرة أبرز الإنجازات والمنتجات المتعلقة بالتراث، وتميزت بعدد من فعاليات التحفيز بالفن والتراث مع مواهب سعودية شابة من مختلف مجالات الفن كالزخرفة والفنون اليدوية، والرسم الرقمي، ويصاحبه معرض لأعمال المشاركين تم دمج مواهبهم في عمل فني واحد مشترك بلغ حجم العمل 3م طول و12م عرض، سمح للزوار بالمشاركة في العمل، بالإضافة لركن التصوير التراثي بأخذ صورة في الركن المخصص فيه. وكشف الملتقى عن كم زاخر من الشابات والشباب السعوديين المهتمين بالتراث سواء بالدعم في أعمال الجهات المعنية أو بما يملكونه من مواهب وإبداعات في هذا المجال. شابات مشاركات في جناح خاص بمنتجاتهن على الانستغرام جناح مركز سليسلة للتراث بجدة د. جاسر الحربش جناح كتاب «قصة 100» آخر إصدارات الكاتبة الرسامة «هلا بنت خالد»