أكدت الأنباء الواردة من طهران أن عناصر الأمن المنتشرة في العاصمة الإيرانية وفي مدن أخرى واجهت جموع المعارضين الذين خرجوا إلى الشوارع تلبية لدعوة المعارضة بالقوة الاثنين، فقام عناصر من وحدات "الباسيج" كان بعضهم في ملابس مدنية بمهاجمة المحتجين الذين كانوا يهتفون "الموت للديكتاتور." ونقل شهود عيان أن المواجهة الأعنف وقعت في ساحة "الإمام الحسين" في طهران، كما قامت الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ضد المعارضين قرب جامعة طهران، واستخدمت المسدسات التي تطلق كرات الطلاء لمواجهتهم، واعتقلت عدداً منهم. وأضاف الشهود أن الآلاف ساروا في جادة "الثورة" وهم يطلقون الهتافات المؤيدة للزعمين الإصلاحيين، مير حسين موسوي، ومهدي كروبي، اللذين كانا قد دعيا للمظاهرة بهدف دعم التحركات الشعبية في مصر وتونس من جهة، وتأكيد معارضة النظام الإيراني الحالي من جهة أخرى. وكانت السلطات الإيرانية قد رفضت ترخيص مظاهرة المعارضة، وفرضت منذ ساعات الصباح طوقاً أمنياً حول منزل موسوي الذي طلب من مناصريه التوجه إلى ميدان "أزادي." وذكرت المواقع الإلكترونية التابعة للمعارضة أن خدمات الهاتف قطعت بالكامل في محيط سكن موسوي. وكان الحرس الثوري الإيراني قد وجه تحذيرات قاسية للمعارضة، على لسان قائده، حسين حامداني، الذي قال إنه "ينظر إليهم على أنهم أعداء للثورة وجواسيس" متعهداً بالتصدي لهم بكل قوة. وتتهم المعارضة الإيرانية النظام الحاكم بتنفيذ حملة اعتقالات منذ الخميس في صفوف الناشطين المناوئين للسلطة، بعد الدعوة في السابع من فبراير/شباط الجاري، لتسيير مظاهرات حاشدة تحت شعار تأييد التحركات الشعبية في تونس ومصر. ويعتبر هذا أول تحرك في الشارع للمعارضة منذ أشهر، بعد أن تعرض أفرادها لحملة قمعية من السلطات إثر الاحتجاجات على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، في خطوة قد تحرج الحكومة الإيرانية التي سبق أن أيدت تحركات مصر وتونس. وكانت الدبلوماسية الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية في إيران قد دخلت بقوة على خط الأحداث الجارية في مصر في أواخر الشهر الماضي، عبر بيانات تأييد لتحركات المحتجين، وصل بعضها إلى حد اعتبار ما يحصل بالقاهرة من آثار "الصحوة التي أطلقتها الثورة الإسلامية." وتحدثت قائد بارز بالحرس الثوري عن انتقال الأحداث من مصر لدول أخرى، بينما صدر بيان ترحيب عن لجنة أشرفت على إنتاج الفيلم المثير للجدل، "إعدام فرعون."