أطلقت شرطة مكافحة الشغب الإثنين 14 فبراير / شباط 2011، الغاز المسيل للدموع والطلاء على متظاهرين خرجوا في مسيرة تأييد للثورات التي يشهدها العالم العربي تحولت إلى تظاهرة مناهضة للحكومة، حسبما أفاد شهود عيان. واندلعت الاشتباكات في ساحة أزادي (الحرية) وسط طهران عندما بدأ حشد من أنصار المعارضة بالهتاف "الموت للدكتاتور" وهو الشعار الذي أطلقه متظاهرون ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عقب إعادة انتخابه في 2009. وذكر شهود أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الدهان على المتظاهرين الذين تجمعوا رغم أن السلطات فرضت حظراً على التجمع. وذكرت مواقع الإنترنت والشهود أن آلافا من أنصار المعارضة خرجوا إلى شوارع العاصمة لدعم الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها العالم العربي رغم الانتشار الكثيف للشرطة. وفي وقت سابق من الإثنين طوقت السلطات الإيرانية منزل زعيم المعارضة مير حسين موسوي لمنعه من المشاركة في المسيرة التي قال أنصار النظام إنها خطة لتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة مشابهة لتلك التي هزت الجمهورية الإسلامية في عام 2009. وفيما أعربت إيران عن دعمها للثورة في تونس ومصر، قالت وزارة الداخلية إن طهران منعت مسيرة اليوم، التي سعى موسوي وزعيم المعارضة الآخر مهدي كروبي إلى تنظيمها. وذكر شهود عيان ومواقع إلكترونية أن أنصارالمعارضة ساروا في جماعات متفرقة بصمت باتجاه ساحة أزادي قادمين من أنحاء مختلفة من العاصمة تحت مراقبة شديدة من الشرطة التي حاولت تفرقتهم. وانتشر عناصر شرطة مكافحة الشغب على دراجات نارية مسلحين بالبنادق والغاز المسيل للدموع والهراوات وكرات الطلاء ومعدات إطفاء الحرائق في الساحات الرئيسة في العاصمة لمنع أي تجمعات. وقال أحد شهود العيان إن بعض المتظاهرين هتفوا "الله اكبر" أثناء تجمعهم في الأزقة القريبة من ساحة أزادي.وقال شاهد عيان آخر إن مجموعة من المتظاهرين سارت بصمت من ساحة الإمام حسين إلى ساحة انقلاب مضيفا "ساروا بصمت وحاولوا المحافظة على الهدوء". وصرح شاهد عيان آخر أن "بعض رجال الشرطة يطاردون المحتجين من أجل تفريقهم"، مضيفا أن نحو ألف من رجال شرطة مكافحة الشغب نشروا في ساحة الإمام حسين والمنطقة المحيطة بها. وانتشرت أعداد متزايدة من الشرطة وميليشيا الباسيج في مواقع في ساحة حتف التير التي شهدت احتجاجات شديدة مناهضة للحكومة في عام 2009. ومنعت السلطات الإعلام الأجنبي من تغطية الأحداث في مناطق التجمع. من ناحية أخرى منعت الشرطة موسوي وزوجته زهرة رهنورد من المشاركة في التظاهرة عندما حاولا الخروج من منزلهما عند نحو الساعة 2,45 مساء (11,15 تغ)، حسب موقع كلمة. كوم التابع لموسوي. وذكر الموقع في وقت سابق أن الشرطة تمنع الوصول إلى منزل موسوي منذ وقت سابق الإثنين. وأضاف "ابتداء من اليوم أغلقت الشرطة الزقاق الذي يقع فيه منزلهم .. لا يمكن الدخول أو الخروج". وقال الموقع إن كل خطوط الهاتف في منزله بما فيها الهاتف النقال الخاص به وبزوجته قد قطعت. ويخضع كروبي للإقامة الجبرية منذ نحو الأسبوع وتمنع عائلته وأقاربه من زيارته. ولا يزال الزعيمان وأنصارهما يصران على رفض رئاسة أحمدي نجاد ويقولان إن انتخابات الرئاسة التي جرت في حزيران / يونيو 2009 تعرضت لعمليات تزوير واسعة. وشاركت في التظاهرات التي أعقبت الإعلان عن نتيجة الانتخابات مئات الآلاف خرجوا إلى شوارع طهران وغيرها من المدن الإيرانية محدثين هزة في أركان الجمهورية الإسلامية. وقامت السلطات الإيرانية بقمع هذه التظاهرات ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات واعتقال الآلاف على يد قوات الأمن وميليشيا الباسيج. وحذر مسؤولون إيرانيون من بينهم قادة القوات العسكرية الخاصة والحرس الثوري وميليشيا الباسيج، المعارضة من تنظيم تظاهرة الإثنين. وألغى منظمو مهرجان مسرح فجر في طهران عرض مسرحيات الشوارع الإثنين خوفا على سلامة الفنانين والمشاهدين بسبب التجمعات، حسب وكالة أسنا الطلابية للأنباء.