طهران - أ ب، أ ف ب، رويترز - اشتبكت الشرطة الإيرانية أمس، مع عدد من المتظاهرين المعارضين، واستخدمت قنابل غاز مسيل للدموع وطلاء لتفريقهم بعدما خرجوا في مسيرة تأييد لثورتي تونس ومصر، تحولت تظاهرة مناهضة للحكومة. وأفادت تقارير بأن الشرطة طوّقت منزل الزعيم المعارض مير حسين موسوي لمنعه من المشاركة في التظاهر، غداة فرض شبه اقامة جبرية على المعارض الآخر مهدي كروبي، بعدما دعا الاثنان أنصار المعارضة الاصلاحية الى التظاهر. ودارت مواجهات مع مئات المتظاهرين في مدن إيرانية، بينها طهران وأصفهان (وسط). ونقلت شبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية عن مواقع إلكترونية إصلاحية، أن السلطات اعتقلت عشرات من الناشطين، وحجبت عدداً من مواقع المعارضة على الإنترنت. وتزامنت المواجهات مع زيارة الرئيس التركي عبدالله غل لطهران، ودعوته في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، حكومات المنطقة الى الاستماع لشعوبها واحترام إرادتها. واندلعت اشتباكات في ساحة ازادي (الحرية) وسط طهران عندما بدأ حشد من أنصار المعارضة بالهتاف «الموت للديكتاتور»، وهو الشعار الذي أطلقه متظاهرون ضد نجاد عقب إعادة انتخابه العام 2009. وأفاد شهود بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل طلاء على المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع متحدين قرار حظر التجمع. وفي ظل انتشار كثيف للشرطة وعناصر مكافحة الشغب، بدأ أنصار المعارضة السير بصمت في اتجاه ساحة ازادي آتين من أنحاء مختلفة من العاصمة. وبادرت عناصر شرطة مكافحة الشغب التي استقلت دراجات نارية الى تفريق متظاهرين اخذوا يهتفون «الله اكبر» لدى لجوئهم الى الأزقة القريبة من الساحة. وأفاد شهود بأن مجموعة من المتظاهرين سارت بصمت من ساحة الإمام حسين الى ساحة انقلاب (الثورة) و»حاولت المحافظة على الهدوء». واتخذ مئات من رجال الشرطة مواقع في الساحة والمنطقة المحيطة بها، كما شوهدت عناصر من ميليشيا الباسيج (التابعة للحرس الثوري) في مواقع في ساحة حتف التير التي شهدت احتجاجات شديدة مناهضة للحكومة العام 2009. الى ذلك، منعت السلطات الإعلام الأجنبي من تغطية الأحداث في مناطق التجمع. ومنعت الشرطة موسوي وزوجته زهرة رهنورد من المشاركة في التظاهرة عندما حاولا الخروج من منزلهما فجراً، كما أورد موقع «كلمة» التابع لموسوي. وأشار الموقع الى أن الشرطة منعت الوصول الى منزل موسوي، ثم أغلقت الزقاق الذي يضم المنزل لمنع الدخول أو الخروج. كذلك قطعت خطوط الهاتف في بيته بما في ذلك خدمة الهواتف الخليوية. ولم تتوافر معلومات عن كروبي، الذي يخضع عملياً لإجراءات تشبه الإقامة الجبرية منذ نحو أسبوع، ويُمنع أفراد عائلته وأقاربه من زيارته. وألغى منظمو مهرجان «مسرح فجر» في طهران عروضاً كانت مقررة في الشوارع أمس، حرصاً على سلامة الفنانين والمشاهدين بسبب التجمعات، كما أوردت وكالة أنباء «إسنا» الطالبية. كذلك أفاد شهود بأن قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع متظاهرين معارضين في مدينة أصفهان، وألقت القبض على عشرات من المشاركين في مسيرة غير مرخص لها تأييداً للانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس.