كشف المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري عن تأجيل الرحلات القادمة والمغادرة من مطار طريف امس الاول، بسبب تشكل الجليد بطبقات سميكة، والتنسيق مع الخطوط السعودية لترتيب اسكان الركاب وتجهيز حجوزات بديلة فور مرور العاصفة الثلجية. وأوضح انه عندما يتشكل الجليد بطبقات سميكة على المدرج، يفضل القائمون على المطارات وشركات الطيران تأجيل الرحلات حرصا على سلامة الركاب والتي تمثل أولوية قصوى في مختلف الظروف، مضيفا: ان مطارات المملكة تحرص على التعامل الامثل مع مختلف الظروف المناخية المتنوعة، ولذا تم مؤخرا تطوير مختلف مدارج المطارات في المملكة وتجهيزها لهبوط واقلاع الفئات المختلفة للطائرات، وتحمل درجات حرارة غير الطبيعية، سواء كانت عالية أو منخفضة. من جهته، قال المحقق المتخصص في سلامة وحوادث الطيران الكابتن طيار سليمان المحيميدي ل "اليوم": ان هبوط واقلاع الطائرات مرتبط بعامل اساسي ومهم وهو قدرة الطيار على مشاهدة ما هو خارج الطائرة، مشيراً الى ان لكل حالة «اقلاعا وهبوطا» حدا ادنى من مدى الرؤية الافقية سواء التأثر كان بغبار او ضباب او بسحب منخفضة يصل الى 800 متر، ويختلف من مطار الى آخر وفقا لتجهيزات كل مطار. وأضاف "المحيميدي": ان عدة عوامل تؤثر في عملية الهبوط والاقلاع للطائرات اهمها المطار وتجهيزاته، مشيرا الى ان كل مدرج هبوط توجد فيه انظمة هبوط الى دقيقة وغير دقيقة، يقصد بها نظام الهبوط الدقيق الذي يعطي الطيار توجيها دقيقا للمدرج افقيا وعموديا، ويقود الطائرة على شكل عمق بدرجة انحدار 3 درجات حتى هبوط الطائرة، وغير دقيق يضطر الطيار الى الهبوط اليدوي، وينطبق على ذلك حالة الاقلاع والتي تعتمد على مدى الرؤية الافقية وتحددها اجهزة المراقبة ومراكز الارصاد لقياس مدى الرؤية الافقية، منوها إلى ان قياس مدى الرؤية يختلف من شركة طيران الى اخرى بحسب تجهيزاتها وتدريب طياريها والتراخيص من سلطات الطيران المدني، اضافة الى عامل آخر ومهم في الاقلاع والهبوط وهو سرعة واتجاه الرياح، ولكل طائرة حد اعلى في سرعة الرياح سواء الاقلاع او الهبوط تعتمد على السرعة والاتجاه. وقال المحيميدي: ان المدرج له اكثر من حالة والأسلم ان تكون جافة بدون رطوبة، والحالة الثانية التي لا تمنع الاقلاع او الهبوط هي ان تكون رطبة الى درجة سماكة معينة من الماء في المدرج، ولها حسابات دقيقة بموجبها يتحدد الاقلاع او الهبوط، وهي مسئولية المطارات والابراج والمراقبين الارضيين المختصين بسلامة المطار، والحالة الثالثة وجود الثلوج، حيث ان تساقط الثلوج على المملكة يعتبر من النادر حدوثه. وأكد "المحيميدي" ان كل ادارة عمليات شركة طيران لديها محللون جويون مؤهلون ومدربون يراقبون الحالات الجوية في كل المطارات عن طريق النشرات الجوية ومصالح الارصاد، او طريق ابراج المراقبة، ويكون دورهم بارزا في حالة التقلبات الجوية، مثل الفترة المقبلين عليها، ولا تسمح بأي حال من الاحوال بإقلاع او هبوط اي طائرة في اوضاع جوية تؤثر على سلامة وحماية الطائرة وركابها. ولا تزال التقلبات الجوية التي تشهدها اجواء المملكة تؤثر على إقلاع وهبوط طائرات الخطوط السعودية في بعض مطارات المملكة والدول المجاورة، وهو ما اضطر "السعودية" للاعلان عن تأخر في هبوط واقلاع الطائرات في بعض المطارات، مؤكدة ان سلامة الركاب تأتي في اول اهتماماتها. كانت الخطوط السعودية اعلنت مؤخراً عن تأثر إقلاع وهبوط الطائرات في بعض مطارات المملكة والدول المجاورة، عقب التقلبات الجوية التي تشهدها المنطقة حالياً، مؤكدة حرصها على ان يكون التأثير في أدنى معدلاته، حيث يتم التعامل مع هذه الأوضاع من خلال غرف العمليات بالمؤسسة لوضع الخطط البديلة لتلك الرحلات وإبلاغ الركاب بالمستجدات، وقدمت اعتذارها لكافة الركاب المتضررين نتيجة التقلبات الجوية الخارجة عن الارادة، وقدرت تفهم المسافرين الكرام لمثل هذه الظروف، مؤكدة ان سلامتهم هي الاعتبار الاول.