أبى الطقس الشتوي السيئ إلا أن يعكر صفو المسافرين في أنحاء أوروبا حيث تسبب تساقط الجليد والثلوج الذي يسبق عيد الميلاد (الكريسماس) في اضطرابات بشبكتي النقل الجوي والبري. وتقطعت السبل بنحو 2000 مسافر في مطار شارل ديغول، ثالث أكبر مطار في أوروبا حيث تم إلغاء حوالي 500 من أصل 1200 رحلة كانت من المقرر أن تقلع بعد أن تسبب اضراب عمال أحد المصانع المنتجة لمادة الجليكول المذيبة للجليد في حدوث نقص في تلك المادة اللازمة لاقلاع الطائرات في مثل هذه الظروف الجوية. وقال وزير الدولة الفرنسي للنقل تيري مارياني للمحطة الاذاعية فرانس انتر: "لا توجد فوضى في القطارات، لا توجد فوضى في الشوارع ولكن هناك مشكلة حقيقية مع السائل المذيب للثلوج الذي يوجد به نقص في الامداد في المطارات حاليا". كما جرى إجلاء المسافرين الجمعة من إحدي محطات الركاب بمطار شارل ديغول بالعاصمة الفرنسية باريس بسبب مخاوف من انهيار السقف تحت ثقل الجليد. وانهار سقف نفس المحطة عام 2004 قبيل افتتاحها، واسفرت عن مقتل أربعة أشخاص. وكان رجال الانقاذ يحاولون إزالة الثلج من على السقف. وتأثرت خدمات السكك الحديدية الألمانية بشدة جراء حالة الطقس حيث ألغيت بعض الرحلات. وذكر أن الثلوج أدت إلى مشاكل ميكانيكية مثل تجمد المكابح في بعض القطارات. كما أدى سقوط الأشجار إلى الإضرار بخطوط الكهرباء الخاصة بالقطارات أو غلق مسارات القطارات. سيارة تسير في خط سريع مغطى بالجليد بالقرب من جاكوبزدورف في ألمانيا حيث تواصل الثلوج تساقطها وأضطر أكثر من 700 مسافر إلى قضاء جزء من الليل في خمسة قطارات توقفت بين برلين وهانوفر بعد تجمد شبكة خطوط الكهرباء الخاصة بالقطارات. ويعد الخط بين برلين وهانوفر واحدا من أهم خطوط السكك الحديدية في ألمانيا. وأثرت الثلوج أيضا على الطرق حيث أصبح الكثير من الشوارع والطرق السريعة ناعمة كالزجاج ، فبعد أسابيع من تساقط الثلوج بغزارة وانخفاض درجات الحرارة الي مادون الصفر ، أسفرت درجات الحرارة المعتدلة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة عن سقوط أمطار والتي تحولت إلى ثلوج بعد تساقطها على الأرض المغطاة بالجليد. وأدى ذلك إلى توقف المرور في أجزاء كبيرة من البلاد وأدى إلى إغلاق قطاعات من الطرق السريعة. وخلفت حوادث الطرق شخصا واحدا قتيلا على الأقل. ولم ينج المسافرون جوا من هذه الظروف ، فقد أجبرت الثلوج سلطات مطار دوسلدورف وهو واحد من أكبر مطارات ألمانيا من حيث الحركة الجوية على اغلاقه لفترة خلال الصباح. وعادت حركة النقل بمطار هيثرو بلندن الى حالة شبهة طبيعية الجمعة بعد أيام من الفوضى، إلا أن شركات الطيران لا زالت تهيب بالمسافرين التأكد من اقلاع رحلاتهم قبل التوجه الى المطار. وقالت الخطوط الجوية البريطانية إنها تشغل كافة رحلاتها الطويلة وأيضاً غالبية الرحلات القصيرة. لكن الشركة قالت أنه توجب إلغاء بعض الرحلات القصيرة من مطارات خارج لندن الجمعة بسبب تواصل حالة الطقس السيئ في أوروبا. وفي مطار برمنغهام بوسط إنجلترا، تأثرت الرحلات من والى باريس وبروكسل بينما حذرا مطارا أبيردين وأدنبرة في سكوتلندا المسافرين من أنه يتوقع حدوث تأخيرات وإلغاءات لبعض الرحلات. وتعطلت حركة النقل بالقطارات في بريطانيا بسبب الجليد والثلوج بالأنحاء الشمالية والشرقية من البلاد حيث خفض ثلاثة خطوط رئيسية جداولهم. وكانت الخطوط الرئيسية من لندن الى اسكتلندا الأكثر تأثراً. رجل يزيل الثلج في مقاطعة سكسونيا، حيث عطل هبوط الثلج الحركة المرورية في العديد من المقاطعات الألمانية وقال خبراء الأرصاد إن بريطانيا قد تكون باتجاه شهر كانون أول/ديسمبر الأشد برودة منذ عام 1890 متوقعين تواصل موجة البرد تلك خلال الكريسماس. وتواصل حظر تنقل السيارات من الطرق السريعة بجنوب بلجيكا. وبقيت الكثير من السيارات عالقة على الطرق بسبب التساقط الكثيف للجليد. وفي هولندا، أغلق مطار أيندهوفين مؤقتاً ونصح سائقو شاحنات البضائع الثقيلة بتجنب مقاطعتي ليمبورغ وشمال برابنت. وترددت أنباء عن غمر المياه لنصف مدينة فينيسيا في ايطاليا. ويعد هذا الفيضان الثالث عشر الأسوأ في المدينة حتى تاريخه. كما تسببت الثلوج الكثيفة في تعطيل المسافرين في مناطق من اوروبا حيث أغلق المطار الرئيسي في بلجيكا أمام الرحلات القادمة بينما اختنقت الطرق بالسيارات بسبب الثلوج في السويد. وأدى الطقس شديد البرودة خلال فترة الاحتفالات بعيد الميلاد إلى عرقلة حركة السفر والعمل في انحاء اوروبا هذا الاسبوع ومن المتوقع أن يؤدي طول أمد الموجة الباردة إلى تقليص النمو الاقتصادي في المانيا أكبر اقتصادات اوروبا. وقال متحدث باسم مطار بروكسل ان مئات الأسرة جاهزة لاستقبال المسافرين الذين تقطعت بهم السبل بعد أن أعيد فتح المطار أمام الرحلات الداخلية بعد يوم من تأخير وإلغاء رحلات. وقال يان فان دير كرويسي "حقيقة الأمر هي ان كثيرا من الناس سيبقون في المطار.. وسيكون المطار مفتوحا بشكل محدود أمام الرحلات الداخلية. وتستمر الرحلات المغادرة لكن بإيقاع ابطأ. "لقد رتبنا بالفعل مئات الأسرة مع الجيش البلجيكي والصليب الأحمر حتى لا يضطر الناس للنوم على الأرض. ستكون ليلة صعبة". واضاف "لا اذكر ان الطقس كان بهذا السوء في ديسمبر من قبل". وفي السويد تسبب هطول الثلوج بكثافة على المناطق الجنوبية للبلاد في مشكلات مرورية كبيرة على الطرق وعلى السكك الحديدية لليوم الثاني على التوالي. وتوقعت ادارة النقل السويدية ان تؤدي الظروف الجوية السيئة إلى عرقلة حركة السفر يوم عيد الميلاد حيث من المرجح إلغاء كثير من رحلات القطارات. واضطر ما يقرب من 2000 شخص إلى قضاء ليلة الخميس في المطارين الرئيسيين في باريس حيث تسبب سقوط الثلوج في شمال وشرق فرنسا في استمرار تعطل خدمات النقل. وتتوقع الحكومة الفرنسية ان يقضي مئات الأشخاص ليلة عيد الميلاد في رويسي حيث ملأت صفوف من الأسرة التي تشبه أسرة الجيش والبطاطين صالة السفر وهو ما يرجع لدرجة كبيرة إلى نقص سوائل ازالة الجليد. وفي هولندا عمل مطار سخيبهول بشكل طبيعي الجمعة بينما أغلق مطار ايندهوفن لفترة قصيرة. كما نفدت كميات السائل المزيل للجليد في مطار بروكسل لفترة قصيرة بسبب طول فترة سقوط الجليد. وحذرت السلطات في انحاء اوروبا من المزيد من التعطل في حركة السفر خلال الأيام القادمة. وبدات حركة النقل الجوي تعود تدريجيا الى طبيعتها صباح امس في مطار رواسي شارل ديغول بعد الاضطرابات والرحلات العديدة التي الغيت بسبب الثلوج والصقيع الجمعة. وقال صحافي ان كل الرحلات اعلنت عن مواعيد اقلاعها على شاشة المحطتين "2 اي" و"2 اف" الخاصتين برحلات شركة "اير فرانس" تحالف "سكايتيم". وفي اقصى المحطة "2 اف" في قسم المغادرة، طوى موظفو الدفاع المدني الاسرة الميدانية التي خصصت لاستقبال حوالى مئتي مسافر علقوا في المطار في عيد الميلاد. وامام مكتب "اير فرانس" لم يعد طول صف الانتظار يتعدى بضعة امتار مقابل اكثر من مئتي متر الجمعة. وقال ناطق باسم الشركة لوكالة فرانس برس ان "كل شىء يعود الى طبيعته". وكانت 400 رحلة الغيت الجمعة بسبب البرد والثلج. اما سكك الحديد وبسبب تساقط الثلوج في الايام الماضي، فما زالت رحلات القطارات السريعة تواجه مشاكل مرتبطة بتحديد سرعتها لتجنب تضررها بالثلوج العالقة في الجزء السفلي من سكتها. وادى تحديد سرعتها الى تأخير يتراوح بين ثلاثين دقيقة وساعة ونصف الساعة في الشمال والشرق والجنوب الشرقي. اما في الغرب والجنوب الغربي فلم تفرض اي قيود. وعادت الطرق التي شهدت مشاكل في حركة السير بسبب الثلوج والجليد، الى طبيعتها تدريجيا امس. كماعادت حركة الملاحة الجوية لمطار دوسلدورف غرب ألمانيا بصورة شبه كلية بعد توقف دام عدة ساعات لسوء الأحوال الجوية. وقالت سلطات المطار إن الحركة عادت على مدرجي الإقلاع والهبوط، إلا أن الأعطال ستطفو إلى السطح مرة أخرى بسبب تساقط الثلوج بكثافة. وأضافت السلطات أن على الركاب توقع إرجاء كامل لبعض الرحلات وتأخر إقلاع البعض الآخر على مدار الليلة. ولم تتمكن حركة الطيران من البدء في موعدها المحدد في السادسة من صباح الجمعة وإنما بدأت بعد خمس ساعات. وألغيت من حركة الطيران 65 حالة إقلاع وهبوط لرحلات كانت خارجة من المطار أو قادمة إليه.