يُطلق أهالي حي النظيم شرق مدينة الرياض على مرمى الصرف بالنظيم "مسك الرياض"، في إشارة إلى إغراق مصب مياه الصرف الصحي بمخلفات المدن الصناعية على حساب صحة المواطنين وأبنائهم، مما دفع الأهالي إلى إطلاق هذا المسمى مثل "بحيرة المسك في جدة"، خوفا من وقوع الكارثة لتبدأ رحلة الإنقاذ. وكما ذكرت "الوطن" في عددها اليوم الجمعة تصطف الصهاريج بالطريقة البدائية وتفتح فوهاتها لتقذف ما في جوفها من مخلفات على أرض مكشوفة مكونة بحيرة شبيهة ببحيرة "المسك في جدة" التي تم تجفيفها أخيرا، وقال سكان حي النظيم أن الروائح المنبعثة من مرمى الصرف كريهة جدا وينتشر البعوض بكثافة في الجزء الشرقي من الحي، وهو ما يهددهم بالإصابة بالأمراض. وأوضح المواطن عبدالرزاق الرويلي: "كنت أعتقد في السابق أن الشاحنات التي تفرغ حمولاتها بالموقع تحمل مياه الصرف الصحي المنزلي، لكني تفاجأت بأنها تحمل مخلفات صناعية مما أثار في نفسي الكثير من علامات الاستفهام، هل أصبح النظيم سلة مهملات للمدن الصناعية؟". ، وأضاف المواطن علي عبدالله العنزي: أن المواد التي ترمى بالموقع، تتضمن مواشي نفقت بعد رعيها من الأعشاب التي نمت حول حوض مياه الصرف. وتذمر السكان من الطريقة التي يتم بها التخلص من المخلفات الصناعية بالقرب من الحي، واتهموا المسؤولين عن الموقع بالإهمال وعدم مراعاة المخاطر التي تشكلها المخلفات الصناعية على صحة الناس وسلامة البيئة، مناشدين أمانة الرياض بالتدخل وإغلاق الموقع ومحاسبة المقصرين وتوجيه المختصين بدراسة الوضع ومعالجة الأخطار المستقبلية التي ستنجم عن تسرب المواد الصناعية لباطن الأرض واختلاطها بالمياه الجوفية. من جهته أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن موقع الصرف الصحي بالنظيم جرى إلغاؤه منذ فترة ولم يعد ضمن نقاط استقبال مياه الصرف، وأكد تشكيل لجنة في هيئة تطوير مدينة الرياض بشأنه، واكتشفت وجود تعديات من قبل بعض المقاولين في أوقات لا توجد فيها رقابة. وبيّن القحطاني: أن اللجنة أوصت أمانة الرياض بمراقبة الموقع ومنع التعديات عليه، ودعت إلى تطوير محطة معالجة الصرف الصناعي بالرياض لتكون من الدرجة الثانية، وذلك للاستفادة من المياه المعالجة في الزراعة. أما المدير العام للإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة الرياض المهندس سليمان البطحي فقال : إن إدارته ليست لها علاقة بمكبات الصرف الصحي ويقتصر دورها على برامج المكافحة مثل محاربة البعوض وبرك المياه، واستدرك "لكن حسب علمي أن الأمانة سلمت مكب النظيم بعد هطول الأمطار إلى الشركة الوطنية للمياه"، وأحيل الأمر إلى وكيل أمانة الرياض للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين للحصول على المزيد من المعلومات بهذا الشأن. بدورها تبرأت شركة المياه الوطنية من مسؤولية رمي المخلفات الصناعية في مكب النظيم وقال مدير وحدة أعمال الرياض بشركة المياه الوطنية المهندس نمر الشبل أن الشركة ليست مسؤولة عن الصرف الصناعي، وأن الأخير يحتاج إلى محطات بمواصفات خاصة لمعالجته. وأشار الشبل إلى وجود تنسيق مع أمانة الرياض على توجيه صهاريج الصرف المنزلي التي كانت تفرغ حمولاتها بالموقع القديم إلى نقاط التفريغ الجديدة التي أنشأتها الشركة بالنظيم لاستيعاب جميع صهاريج الصرف المنزلي بشرق الرياض ونقل مياهها عبر خطوط الشبكة إلى محطة هيت بطريق الخرج لمعالجتها، على أن تتولى الجهة المعنية بالصرف الصناعي حل هذه المشكلة.