أكد مستثمرون أن محال بيع الذهب والمجوهرات في المنطقة المركزية بمكةالمكرمة تشهد حراكا اقتصاديا ملحوظا بموسم الحج مقارنة بموسم رمضان المنصرم، مقدرين أعلى مستويات مبيعات للمعدن الأصفر خلال اليوم الواحد إلى نحو 700 ألف ريال للمحل الواحد بحسب حجمه وتنوع معروضاته. ووفق جولة "الوطن" صباح أمس بالمنطقة المركزية على محال الذهب والمجوهرات، أكد عدد من البائعين والتجار أن وتيرة بيع الذهب انخفضت هذا العام بنسبة تراوحت بين 35-50% عن الأعوام الماضية، حيث تراوح سعر جرام الذهب من عيار 21 بين 165-185 ريالا، في حين بلغ سعر الجرام لعيار 18، 155 ريالا، وبلغ سعر الأونصة 1330 دولارا. وقال البائع عبدالله سهل، هذه الأيام تعد موسما خصبا لتجار الذهب والمجوهرات، فحجم المبيعات لليوم الواحد يتراوح بين 300 - 400 ألف ريال، متوقعا أن يستمر الموسم حتى يوم 25 من الشهر الجاري ثم تعود المبيعات بالانخفاض لمغادرة الحجاج، لافتا إلى أن معظم الحجاج الذين يقتنون المعدن الأصفر من دول أوروبا وأميركا من أصول أفريقية، ويشترون القطع خاصة الكبيرة المشغولة والمميزة، وفي حين يشتري حجاج الهند وإندونيسيا القطع المشغولة والناعمة، مؤكدا أنه يتعامل في بيع الذهب بجميع العملات وذلك بالتواصل مع الصرافين بعد معادلة سعر صرف العملة بالريال السعودي، مشيرا إلى أن سعر الأونصة بلغ 1330 دولارا حتى يوم أمس، وحول مقارنة مبيعات العام الماضي بالموسم الحالي، أرجع سهل انخفاض مبيعات الذهب بنسبة 35% عن العام المنصرم، إلى قلة أعداد الحجاج، إضافة إلى سكنهم في مواقع بعيدة عن المنطقة المركزية. وأضاف البائع محمد العمراني، أن نسبة المبيعات ارتفعت في هذه الأيام بنسبة 100% مقارنة بالشهرين الماضيين، مؤكدا أن أكثر ما يتم تداوله من مبيعات الذهب عيار 21، حيث يتراوح سعر الجرام الواحد من 165-185 ريالا بحسب المشغولات، ويأتي في المرتبة الثانية عيار 18، بسعر 155 ريالا للجرام الواحد، ثم عيار 24 غير أن الطلب عليه قليل، مشيرا إلى أن حجم المبيعات باليوم الواحد يصل إلى نحو 500 ألف ريال، لافتا إلى أنهم في هذا العام افتقدوا زبائنهم من الحجاج الليبيين والمصريين الذي يعتبرون في طليعة مقتني الذهب من الأسواق السعودية لثقتهم بجودة الذهب. ويقول سالم الصيعري، تتجاوز مبيعات اليوم الواحد 700 ألف ريال، وعن تداول الذهب المغشوش، أكد الصيعري أن عمليات البيع والشراء مستمرة من الحجاج وقال "لا نخشى من الذهب المغشوش"، مستدركا أن نسبة وجوده لا تتجاوز 5%، وأضاف لدينا محاليل للكشف عن المصوغات الذهبية المغشوشة، مؤكدا أن نسبة المبيعات تضاعفت خلال الأيام الحالية. أما سالم الكربي فأكد ل"الوطن" أن مبيعات الألماس لم تكن أقل نصيبا من مبيعات الذهب الخالص، والتي ارتفعت بنسبة 70% خلال موسم الحج، فللألماس زبائنه خاصة من الحجاج المغاربة والمصريين والشيشان، ممن يحرصون على شراء الألماس الأكثر نقاء وجودة، مشيرا إلى أن هناك عروضا ترويجية تتم للألماس تتوافق مع حجم الملاءة المالية لهم، ويحرص الحجاج على اقتناء الروبي والزمرد في الغالب. من جانبه، يرى المستثمر في مجال الذهب والمجوهرات محمد عزوز، أن موسم الحج عوض التجار عن كساد المبيعات خلال الشهرين الماضيين، الذي عزا السبب الرئيسي في الكساد إلى حملة تصحيح الأوضاع التي أثرت بشكل غير مباشر في المبيعات، وأضاف عزوز أنه رغم انخفاض سعر الذهب خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي إلا أن حجم المبيعات انخفض بنسبة تصل إلى نحو 50% عن العام المنصرم، مشيرا إلى أن حجم المبيعات بأسواق مكةالمكرمة خلال هذه الفترة لا يتجاوز 350 كيلو من الذهب كحد أعلى، وأن المنطقة المركزية تعد الأولى في مستوى المبيعات تليها منطقة العزيزية بمكةالمكرمة. إلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة زياد فارسي، أن موسم الحج على مر السنين من المواسم الرئيسة لكافة السلع التجارية، ومنها الذهب بالإضافة إلى موسمي رمضان والصيف اللذين تكثر فيهما الزواجات، مشيرا إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية انخفضت حركة مبيعات الذهب بشكل واضح. وأرجع فارسي ذلك الانخفاض إلى عدة عوامل، منها الارتفاعات العالمية التي شهدها الذهب، بالإضافة إلى انخفاض القوة الشرائية للحجاج، وكذلك قصر الفترة التي يمضيها الحاج في مكةالمكرمة بعد أداء الحج، مؤكدا أن تلك العوامل أدت إلى خروج كثير من التجار من سوق الذهب وتقليص عدد فروع المحلات كذلك. ويرى فارسي، أن موسم رمضان المنصرم يعد من أسوأ المواسم على الحركة التجارية بالمنطقة المركزية، لافتا إلى أن التحسن الذي أقر به البائعون في المبيعات خلال موسم الحج جاء مقارنة بموسم رمضان الذي انخفضت فيه المبيعات بنسبة 50% عن العام الماضي، مشيرا إلى أن سعر الأونصة تأرجح بين 1340-1350 دولارا خلال موسم الحج لهذا العام، الأمر الذي أدى إلى انخفاض سعر الجرام مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ فيه سعر الأونصة 1600 دولار تقريبا.