جهلنا بجهلنا جهل أكبر ؟ إذ إنه من أسباب النجاح أن نتعلم ونتيقن بحاجتنا للعلم مهما بلغ علمنا ومناصبنا، ومن لم يعلم حقيقة هذا الأمر فسيأتي بغرائب القرارات الخاطئة . من هذا المنطلق سأفتح لكم نافذة على أمر في غاية الأهمية وبسببه عانى منه الكثيرون، ألآ وهو قلة الزواجات وكثرة الطلاق، وكثرة المشاكل الزوجية. أولاً : ما هدف كل واحد منا من الزواج ؟ هل هو تطبيق سنة الحياة وأمر نبينا عليه الصلاة والسلام؟ أم أنه مفاخرة ومكابرة؟ أم أنه لقضاء الوطر؟ أم للتكاثر كغيرنا من مخلوقات الله ؟ المتعارف عليه عند الكثير هو للتكاثر والتناسل؟ وهنا إشارات للمتزوجين لا تعارض بين هذه الأهداف مجتمعة ولكن ترتيبها مهم جداً. - إحتسب الأجر على القيام لهذا المشروع بأنك تريد أن تعف نفسك وتعف أختا مسلمة وتكثر سواد أمة محمد وتطيع أمره في الزواج. - إسأل المتخصصين في مثل هذه المشاريع , إسأل من نجحوا وربحوا ولا تسأل من فشلوا في مشاريعهم التي تشبهها. - إقرأ ما يعينك على الإستغناء عن سؤال غيرك ... - إشترك في إحدى الدورات المتخصصة للمقبلين على الزواج. - الخطوة المهمة في الموضوع أن تختار ما يناسبك وتناسبه،فإذا كنت فقيراً ومن أسرة فقيرة فلا تذهب لبيوت الأغنياء فأحوالكم المعيشية غير متناسبة وهكذا... روى أبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". رواه البخاري ومسلم نبدأ في الأهم ثم المهم ، فأول سبب يجذب الرجل لنكاح المرأة هو المال،ثم الحسب، ثم الجمال، ثم الدين،ثم بين عليه الصلاة والسلام أن الظفر والفوز هو بالزواج من صاحبة الدين. السؤال هل أقدمت على طلب الزواج من إمرأة بسبب دينها أولا ؟ أم لأسباب الأخرى؟ وكذلك المرأة ووليها لهم أن يطبقوا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام الآخر : من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه , ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وبناء على ماسبق ,,, يلزمك أن تتفكر في الثواب والعقاب على كل تصرف ستقدم عليه لاحقا تجاه هذه الزوجة،فإن كنت أخذتها لأجل دينها فلا بد أن تكون أنت كذلك صاحب إستقامة،وتصلح من حالك كي تستقيم في أمور زواجك وحياتك. وتأمل أن أهم صفة في الزوجة أن تكون صاحبة دين،بينما الرجل طلب منه الدين والخلق،لأن الحياة الزوجية تحتاج للأخلاق الحسنة،وإلا فالفراق والطلاق الذي أغلب أسبابه تافهة جدا،وليس هذا محل نقاشها. كيف نقيم زواجا سعيدا؟ سأضعها في نقاط وإن فاتني منها شيئا فذكرونا بها كي نستفيد. 1- من هو قدوتك في بناء بيت الزوجية؟ إن كنت ستقتدي بمحمد عليه الصلاة والسلام فأقرأ سيرته الزوجية كيف كانت؟ مع نبوته وقيادته للأمة؟ ثم أستفد من سيرته وأحتسب الأجر بتطبيق سنته عليك وعلى أهلك. 2- إن كنت في الحياة سليما من المكدرات سواء في العمل أو المسجد والجيران والأسرة والقبيلة وغيرها من أماكن سيرك فأنت على خير وستحصد منها نجاحا في بيتك، وهذا لا أظن أن أحداً يتمتع به اليوم لكثرة المكدرات والمنغصات،ومع ذلك فأنت مأجور على الصبر عليها. 3- كل من حولك لديهم مشاكل وليسوا معصومين وخاصة أهلك وأهل زوجتك فلا تنغص عليهم بمشاكلك فتزداد تعقيدا، ولا تنغص على نفسك بذكرك لمشاكلك لهم،لعدم قدرتهم على مساعدتك، وعليك بالجلوس مع زوجتك وحل مشاكلكم بأنفسكم. 4- لا ترمي بالمسؤلية على زوجتك وتتنصل أنت منها،بل كن معينا لها وأحتسب الأجر. 5- جدد تنظيف الملفات العالقة وغسيل العقول والقلوب بالتغافر والمسامحة. 6- إختيار الجلساء الصالحين لك والجليسات الصالحات لزوجتك فإنهم سيكونون عونا لكم على الطاعة وعلى أمور الحياة ومنغصاتها. 7- تذكر هذا الحديث كي لا تتعجل على مالا تحمد عاقبته ((( إذا أراد اﷲ بأهل بيت خيراً أدخل عليه باب الرفق فإن الرفق لم ﯾكن في شيء قط إﻻ زانه وان الخرق لم ﯾكن في شيء إﻻ شانه) أي ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه. ويكفيك أيها الزوج أن تتبع طريق العظماء في رحمة الضعفاء وخاصة النساء،ومن كان يقتدي بمحمد عليه الصلاة والسلام تجاوز كل الخلافات بلا خلاف. هذه وقفة إجلال لكل زوجة صالحة صابرة تحتسب الأجر من الله على تقصير زوجها أو فظاظة خلقه،ووقفة لكل زوج خلوق صابر على تجاوزات زوجته أو تجاوزات أهلها بحقه رجاء أن تستمر حياتهم لأجل أطفالهم سليمة هنية. تذكير للزوجين الكل منشغل عنكم بنفسه وزوجه وأولاده ولن يحن عليكم أحد مثلكم، فأرحموا أنفسكم وأبنائكم من الضياع والعيلة، والفساد والقهر، والإستعباد عند البعض. أسأل الله لي ولكم صلاح النية والذرية ، وأن يرحم موتانا ويشفي مرضانا جميعا.