من منا لا يريد أن يكون له ناصح أمين يبث له همومه ويستشيره في أموره ويتحدث له عن شكواه، فالإنسان في هذه الحياة ما بين مد وجزر يبحث عن السعادة وينشدها ولو كلفه ذلك الأمر حياته ومن هنا حرصت صحيفتكم على استضافة المختصين والمهتمين في الجانب الأسري والاجتماعي للوصول بتلك الأسرة بشاطئ الأمان لتطل عليكم صفحة تصافينا أسبوعيا في مثل هذا الوقت مع المستشار الأسري الشيخ د. غازي بن عبدالعزيز الشمري مشرف موقع تصافينا الأسري أسرتي سعادتي فإن من فضل الله تعالى وتكريمه لبني آدم أن شرع لهم الزواج، وجعل طريقة تناسلهم بهذه الطريقة الشريفة المنظمة المحفوظة المصونة، لئلا تختلط المياه، وتشتبه الأنساب، بخلاف ما عليه طريقة تناسل الحيوانات والبهائم. ولم تعد المرأة في ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين، دنساً يجب التنزه عنه، لكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده. قال سبحانه وتعالى في وصف الرسل ومَدَحهم:}ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجمعنا لهم أزواجاً وذرية{. ومدح عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك في دعائهم، فقال عز من قائل: }والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً{. وليعلم كل منا أن الزواج نعمة من نعم الله علينا؛ فيجب على العبد أن يشكر هذه النعمة، ولا يكفرها؛ ففي الحديث مرفوعاً: (… فيلقى العبد ربه، فيقول الله: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟) .الحديث. والشاهد إخوتي الكرام أن الله عدّ على عبده نعمه، وجعل منها الزواج، فإنه نعمة عظيمة تعين العبد على طاعة الرب، والبعد عن المعاصي، ويساعده على غض البصر وحفظ الفرج. وفضلاً عن ذلك فهو نعمة للزوجة؛ فإن المرأة لا تستطيع أن تعيش إلا في كنف رجل، فلقد قال الله لآدم: {اسكن أنت وزوجك الجنة} . وقال سبحانه: { هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ }. فلا يستطيع كل واحد منهما الاستغناء عن الآخر والعيش دونه، لأنهم قد جُبِلوا على ذلك، فهذه سنة الله في أرضه. فكانت هذه النعمة للرجال والنساء تستوجب الشكر، وذلك بالحفاظ عليها، وأن تقوم بها كما أمرك الله، وأن يعرف كل واحد منهم حقوق الآخر. ومِن شُكْرِ هذه النعمة أن يبحث كل من الزوجين على من يحافظ على دينه وحقوقه ويرعاها وذلك باتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، إما في اختيار الزوجة، أو في اختيار الزوج. فلقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، أنه ينبغي علينا عند اختيار الزوجة أن تكون ذات دين، فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، فأوضح لنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، أن اختيار الزوجة يكون بمقاييس الدين، وليس بمقاييس الجمال والمال والحسب فقط وكذلك الزوج، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم مَنْ ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). واحفظوها مني إذا كنت تريد أن تكون أسرتك متميزة كن قريبا من منهج الله وحياة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو نموذج للأسرة المتميزة. مستشارك: * أنا امرأة متزوجة منذ عامين ونصف، ولدي ولد، خالي متزوج بأخت زوجي، وحاليا قائم خلاف بين أمي وخالي، فقامت أمي بمقاطعة خالي لأنها بذلت كثيرا من أجله، مشكلتي هي أولا لا أعرف كيف أصلح بينهما؟ وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك لست طرفاً في هذه المشاكل فاحمدي الله على ذلك، وسليه ألا يجعلك سبباً في أي مشاكل بين هؤلاء أو غيرهم، واحرصي أن تظلي كذلك ولا تكوني مع طرف ضد الآخر إلا بالحق مهما كان قربه أو بعده منك، وإذا كنت عاجزة عن الإصلاح بينهما فإليك ما يلي: 1 – اجتهدي في أن تكوني بعيدةً عن هذه المشاكل، وألا تتخذي أي موقف ضد أي طرف. 2 – ابحثي مع زوجك أو أحد أرحامك عن شخصية لها قبول لدى الطرفين، ووسطوه في حل المشكلة، وهذا ممكن جداً وناجح أيضاً بإذن الله. 3 – اجعلي دورك منحصراً في الإصلاح ومحاولة لم الشمل، وعدم التعاطف مع طرف تجاه الآخر، حتى ولو كانت والدتك، وإنما الزمي الحيادية والوسطية، ولا تنقلي أي كلام بينهما إلا بالخير وبقصد الإصلاح. 4 – أكثري لهما من الدعاء بصلاح الحال، واجتهدي في ذلك. * السؤال: أشعر أن علاقتي سيئة مع الناس، وأخاف أن يغضب الله مني بسبب ذلك، حيث أرتكب حماقات مع إخواني وأخواتي، لكني أرجع وأطلب منهم أن يسامحوني فأنا أحبهم ولا أستطيع أن أتخلى عنهم، ولدي صديقات أمزح معهن، ولكني دائما أكون على حذر. فكيف أصلح نفسي لله حتى يحترمني الناس ويحبونني؟! فإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فاجعلي همك إرضاء الله، وأقبلي على الله بقلبك وستقبل عليك قلوب إخوانك وأخواتك وصديقاتك، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك. ولا يخفى عليك أن الإسلام لا يمنع المزاح، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمزح ولا يقول إلا حقًّا، وكان الصحابة يضحكون ويمزحون في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم وهو بينهم يبتسم، ولكن لا بد أن ندرك أن المزاح ينبغي أن يكون بمقدار ما يعطى الطعام من الملح، وينبغي أن لا يكون فيه كذب، وينبغي أن يكون في محله الصحيح، وينبغي أن يكون مع من يصلح معه المزاح، فإذا توفرت هذه الشروط فلا مانع من المزاح مع محارمك وأخواتك وصديقاتك. وأما بالنسبة لمشاكلك مع أهل البيت فنحن ننصحك بتفادي أسبابها وبتغيير المكان عند الإحساس بالتوتر والغضب، مع ضرورة أن تعوّدي لسانك الألفاظ الجميلة حتى عند الغضب كقولك: (هداكم الله، سامحكم الله، غفر الله لي ولكم)، واعلمي أن لوجود الإنسان في جماعة ثمن لأنه يقابل أصنافا وإشكالا، والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر عن الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر. وليس من التكبر البعد عن رفقة السوء ولكن التكبر بطر الحق ورده وغمط الناس – أي احتقارهم -، ونحن ننصحك بإبقاء شعرة الصلة، فإن أفضل طريقة لإبطال الأكاذيب والاتهامات هي ابتسامتك في وجوه إخوانك ورد السلام، ويمكنك الاكتفاء بهذا إذا خفت من الضرر والشر، واحمدي الله الذي سخر لك من يدافعن عنك ويتكلمن بلسانك، فاتقي الله واصبري ولا تقابلي الشر بمثله لأن في ذلك إضافة شر إلى شر، والله سبحانه يدافع عن الذين آمنوا. وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه لا يهدي لأحسن الأخلاق إلا هو، ونحن سعداء بتواصلك مع الموقع وفرحون لشعورك بالخطأ ومسرورون لاعتذارك لمن يحصل منك خطأ في حقهم، وكل هذا يدل على خير في نفسك فاحرصي على تنمية بذرة الخير، وكوني كالشجرة يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أطيب الثمار، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق والسداد. * السؤال: أعاني منذ سنوات طويلة من الاكتئاب والضيق، والوسواس القهري الشديد، لم أعش عيشة سعيدة في السنوات الماضية، أعاني من ضيق ووسوسة قهرية، وقد زرت الأطباء النفسيين وقطعت المسافات الطويلة للعلاج ولم أحصل على فائدة! وذهبت لقرّاء الرقية الشرعية، وقالوا إنني مصاب بالعين والحسد. كذلك أعاني من إحساس بالبكاء الدائم، فهل هناك أمل كي أستعيد نفسي من جديد؟ إن الاكتئاب المصحوب بالقلق، والذي عبرت عنه بالضيق، وكذلك الوساوس القهرية الشديدة، هذا يمكن علاجه إن شاء الله بدرجة كبيرة. أخي الفاضل الكريم: أول نقطة كما ذكرت لك هي أن هذه الحالات قابلة للعلاج بإذن الله تعالى. ثانيًا: من أهم وسائل العلاج أن يكون الإنسان إيجابيًا في تفكيره، وأن لا يسمح للأفكار السلبية أن تسيطر عليه. ثالثًا: أن يتم استغلال وقت الفراغ بصورة جيدة، وأن يكون الإنسان فعالاً في عمله ومفيدًا لنفسه ولغيره. رابعًا: لا شك أن الرقية الشرعية مطلوبة، وعلى الإنسان أن يكررها باستمرار، وما ذكره لك المشايخ حول الحسد، أقول لك إن العين والحسد والسحر موجودة، ولكن الإنسان في حرز الله، والإنسان مكرم، والذي يؤدي صلاته بخشوع ويقرأ ورده القرآني، ويدعو الله، ويكون حريصًا على الأذكار، لا شك أن هذا الإنسان في حفظ الله ولن تصيبه إن شاء الله هذه الأمور. فيا أخي الكريم: أريدك حقيقة أن لا تتأثر بما يقال حول هذا الأمر، اسع لسبل الحفظ من العين، وهي التي ذكرناها لك، واعلم أن الله خير حافظا، واعلم أن الإنسان مكرم. حين يأتيك هذا الإحساس بالبكاء يجب أن لا تستسلم لهذه الفكرة، تذكر الأشياء الطيبة والجميلة في حياتك، وعليك بالاستغفار ودعاء سيد الاستغفار، وهذا يُذيب هذه المشاعر السلبية والشعور بالكدر الذي ينتابك. ننصحك – أخي الكريم – بالرفقة الطيبة والصالحة، وزيارة الأرحام والأقارب، والإحسان إليهم، هذا يفرج الكرب، ويعطي الإنسان شعورا داخليا بالرضا. أريد أن أقول لك إن الرياضة جيدة ومفيدة، وفيها خير كثير جدًّا للإنسان، فحاول أن تتريض مثل المشي والجري، كلها مفيدة، وإن كانت طبيعة عملك فيها الحركة الجسدية، فهذا فيه خير كثير لك. أخي الفاضل: العلاج الدوائي مهم جدًّا وفعال جدًّا، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية. * (5)أريد أن تساعدوني في حل مشكلتي، تعرفت على شخص عبر الإنترنت وتعلقت به، وهذا بعد الفشل في حياتي الزوجية وهو أيضا تعرض للطلاق، وبعد مراسلتي له طلب مني الزواج، وبعد أن طلبت زوجته الأولى العودة إليه أنا الآن لا أعرف ماذا أفعل؟! أرشدوني وجزاكم الله خيرا. فإننا لا ننصحك بالارتباط بشخص بدأت علاقتك به عبر الإنترنت، ولا ننصحك بالارتباط بشخص تردد بعد رغبة زوجته في العودة إليه، ولا ننصحك بالارتباط بشخص فشل في تجربته إلا بعد الوقوف على أسباب الفشل، وأرجو أن تعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وأن الإنسان لا يدري أين يكون الخير، وكم هي سعيدة من ترضى بقضاء الله وقدره، ومرحباً بك في موقعك. ولا يخفى على أمثالك أن ديننا يجعل أمر الثيب إليها، لأنها أعلم بنفسها وبمصلحتها ولها خبرة في الرجال، ولكننا لا نرى الإنترنت وسيلة صحيحة لاستئناف حياة زوجية ناجحة لأنه مليء بالذئاب، ولأن الحق يختلط فيه مع الباطل ومن السهل على كل إنسان أن يمارس الخديعة ويظهر اللطف والرفق والوداعة، ولذلك فنحن ندعو كل فتاة تحصل لها مثل هذه المواقف أن تتوقف بسرعة وتدعو الشاب إلى أن يأتي إلى دارهم من الباب وهذا يعتبر أكبر وأهم اختيار لصدق الشباب، فإذا كان الشاب صادقاً وجاء لداركم من الباب وقابل أهلك الأحباب وثبت لكم صدق رغبته وكمال أخلاقه ودينه فلا مانع من الارتباط به وإكمال مشوار الحياة معه. وأرجو أن تتجنبي التعارف من خلال الإنترنت لما فيه من المخاطر، والسعيدة من وعظت بغيرها، كما أن التعارف من خلال الإنترنت يفتح أبواب الشكوك مستقبلاً، والشيطان الذي يجمعهم على المخالفات هو الذي سيأتي مستقبلاً ليقول للزوج كيف تثق فيها، ثم يقول لها كيف تصدقيه وما المانع أن يكون عنده أخريات. وهكذا حتى يجلب لهم النكد والشقاء. أما بالنسبة لعودة المطلق لزوجته الأولى فإننا نؤيدها ونفضلها وليس هناك مانع من أن تكون له أكثر من زوجة إذا ثبت أنه صالح وقادر على تحمل المسؤوليات. وهذه وصيتي لك بتقوى لله ثم بكثرة اللجوء إليه.ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به. تغريدات أسرية: * إذا لم تكن لك صدقة جارية بعد الموت ، فاحرص أن لايكون لك ذنب جار بعد موتك ، تأملوها جيداً. * وصية .. لكل زوجة احرصي على احتواء زوجك نفسياً وعاطفياً وجسدياً .. نحن في زمن كثرت فيه الفتن فالله الله في تحقيق العفة بكل معانيها !! … . * إشارة .. الأنثى تحتاج إلى الأمان قبل الحب، وإلى الفعل قبل القول، وإلى الدلال قبل القسوة..لكن ياليت قومي يعلمون..!! * العاصفة، تستطيع أن تدمر مدينة لكنها لا تستطيع أن تحل عقدة خيط !!! هكذا الغضب ،، يدمر لكنه لا يقدم الحل ! * في الشتاء تبرد أشياء كثيرة إلا ثلاثة العطر والحنين و دموع الخاشعين !!