عيد سعيد ولكن في كل عيد اعتدنا أن نهنىء الاقارب والاصدقاء بالمناسبة الدينية الخالدة ، وسابقا كان البعض يرسل التهاني عبر البريد لمن أجبرته ظروفه أن يستقبل ليلة العيد بحزن الفراق للأهل والاحبة ، سابقا كنا نسمع ونرى ونشعر بقدوم العيد من خلال أفراح الصغار وترقبهم لساعات الفجر الاولى ومن خلال استعداد الرجال بما يُقدمونه للزائرين من قهوة وطيب ، وقيام النساء بتزيين البيوت وتبييض اطرافها ونوافذها وجلب ماتُغطى به ارضياتها ولو بحصير ملون . سابقا تنهمر الدموع صباح العيد في المصليات عند سماع الله اكبر الله اكبر ولله الحمد وتنهمر ثانية عند التلاقي والمعانقة والتسامح في نفس المكان وثالثة عند زيارة البيوت بيتا بيتا وكلها دموع فرح بعيد عاد وغائب آب وعجوزا محتشمة تجملت ورحبت باهل قريتها وهي تدمع فرحا بقدوم الصغار منتظمين لتقبيل راسها والكبار يتدافعون عند عتبة حجرتها مهنئين ومقدمين ما تجود به النفوس الطيبة صلة ومحبة .... وتلك أيام خلت. عيداً بأية حال عدت ياعيد ؟؟. في هذا الوقت العصيب يتجدد العيد على من كتبت له الحياة في الحزن والألم والقهر كما تجددت على ابي الطيب الذي كان يعاني ولكن بمفرده ووجدانه أما الآن فالأمة كلها تعاني من الخوف والرعب فلا يعلم الطفل هل العيد هو يوم فرح ونشوة يُلبس فيه الجديد ويجتمع الأهل والجيران أم أنه النجاة من الموت بقصف الطائرات والراجمات ونسف البيوت بمن فيها !! . لم يعد هناك فرق بين الدماء في عيد الاضحى وهل الضحية بشرا أم انعاماً فالدماء نهر يسيل بلون واحد في ارجاء الشام وغيرها والله المستعان. لا اذكر عيدا في مثل هذا الضيق والخوف والموت ببشاعة يتعرض له إخوتنا في الأرض تشريدا وتهجيرا وتعذيبا وتجويعا أما القتل فليته مباشراً وبلا عذابات تنوء لهولها ضمائر كل حي حتى الوحوش!! . اللهم في هذا العيد برحمتك الطف بالمساكين والمقهورين والمعذبين بأرض الله وخاصة الأطفال وبالأخص في أرض الشام ، اللهم إجعل شتاءهم رحمة وابعد عنهم بلطفك عذاب البرد والثلوج والأمطار فإنهم ضعفاء. ويامن إذا دعيت أجبت إجعل قادم اعيادنا خيرا من حاضرها. وكل عام وأنتم والوطن المقدس بخير. عبدالله العابسي