عرقوب و مزنة عَلمان او اسمان بلغت شهرتهما أقاصي الديار العربية أما احدهما فقد اشتهر باخلاف المواعيد ... وهذه صفة قبيحة يوصف بها المنافق أجارنا الله وإياكم. والثاني فاز بدعوات المسلمين له ولا ادري إن كانت تلحق بصاحب الاسم أيا كان أم لا ؟!هذا يحتاج الرجوع فيه إلى أهل العلم وبالعودة إلى عرقوب فالعرقوب في تعريفي أنا وبعيدا عن لسان العرب وغيره فهو: ما تأخر من القدم وهو ما يسمى بالكعب وهو اسم لمكان معروف بوعورته في المنطقة الفاصلة بين مركز العرين ومركز لمواه التابعة لمنطقة عسير شرقا وهو عبارة عن شبه عقبة تمت سفلتته قبل سنين قليلة ومن شاهده يستغرب كيف يمكن استخدامه من قبل السائقين قبل السفلته لما يسببه من حوادث مفجعة ومنحنيات خطرة.هذا هو عرقوب او العرقوب فهو إما مكان سفلي او مكان وعر او صفة ذميمة ولا اعلم ان كان يحمل في طياته معان جميله ؟! هذا ما اشك فيه واترك الأمر لكم فعلمي قاصر جدا في هذا الامر . ولعرقوب علاقة بالمواعيد المخلَفة ,فكم من عرقوب مر علينا في حياتنا ولعل منها ما سأذكره لكم مختصرا في هذا السياق والذي دعاني للكتابة حول هذا العرقوب .فقد سئمت من احد الاحبه رغم قربه من قلبي ونفسي وحبه للخير ومزاحه الذي لا يكاد ينقطع وبشاشته الدائمة الا انه نال نصيبا من هذا العرقوب بل ونصيبا وافر حتى انه أعطى نفسه ترقية فاقت عرقوب من كثرة مواعيده التي يخلفها معي فقال بنفسه ولنفسه :بانه( ابو العراقيب ) طبعا مازحا لكنه الواقع وفي حقيقة الامر اني احمل في نفسي عتبا عليه يرتقي حتى يصل مرحلة الغضب عليه لكنه سرعان ما يتبخر عندما التقي به (وللناس فيما يعشقون ) ولعله يعرفني من خلال هذا المقال ومن عراقبيه انه يعطي الموعد ثم يتاخر عنه وليته يتاخر ساعة او يوما او يومين بل قد يتجاوز الى اسبوع او اكثر مع اغلاقه للجوال مما يعني انه عرقوب مركب وهذا امر في الواقع غير محبب للناس ويسبب الصداع لكني اتقبله كما ذكرت آنفا ولعل السبب في محبتي له لكني اتمنى عليه ان يحاول تخفيف العلاقة بهذا العرقوب تدريجيا حتى يقطع العلاقة به نهائيا. يقول الشعراء في عرقوب : صارت مواعيد عرقوب لها مثلا = وما مواعيدها إلا الأباطيل فليس تنجز ميعادا إذا وعدت = إلا كما يمسك الماء الغرابيل وقال آخر: من كان خلف الوعد شيمته = والغدر عرقوب له مثل وقال ثالث: قالوا لنا نخلة وقد طلعت = نخلتها فاصطبر لطلعتها حتى إذا صار طلعها بلحا = قالوا توقع بلوغ بسرتها حتى إذا بسرها غدا رطبا = فازوا بأعداقها برمتها عدمتها نخلة كنخلة عر=قوب ومن قصة كقصتها اما الاخت مزنة فقد يبلغ الامر الى حد الحسد لها –الغبطة - من كثرة الدعاء لها من الناس ولا ادري لماذا خص هذا الاسم من دون بقية الاسماء , لكن لعل السبب ابن بار بوالدته دعا لها فسمعه غيره فاخذ بالانتشار رحمة بهذا الابن ووالدته ,هذا مجرد تخمين وكل له الحق في التأويل ,وبودي لو يدعون لي بدلا من مزنه وأكون ممنونا لهم. ومزنة في التعريف الندائي الاخير :جمع مزن وهو جمع الغيوم التي بأمر الله تمطر ماءا فينبت الزرع ثم يخرج الحب ليتم فيما بعد طحنه ثم ناكله،هكذا هو التعريف. وشتان بين عرقوب في صفاته وما يتبعه من مسبة وذم , ومزنة في ما تكسبه وما ينالها وذلك فضل الله ، وهكذا هم الناس في هذه الحياة فمنهم من يذكره الخلق بخير ومنهم من يذكرونه بشر ولك ان تختار بنفسك ولنفسك من أي الصنفين تكون .وحذاري ان تعرقب نفسك وتضحك عليها!! شكرا لكم