كان هناك رجل يعيش في يثرب اسمه عرقوب، وكان يملك نخلا كثيرًا. وذات يوم، جاءه أحد الفقراء يطلب صدقة، فقال له عرقوب:لا يوجد تمر الآن، اذهب ثم عُدْ عندما يظهر طلع النخل (البلح الصغير).فجاءه الفقير عندما ظهر الطلع، فقال له عرقوب:اذهب ثم تعالَ عندما يصير الطلع بلحًا. فلما صار الطلع بلحًا عاد الفقير، فقال له عرقوب:اذهب وائتني عندما يصير البلح رطبًا. فلما صار البلح رطبًا جاء الفقير، فقال له عرقوب:تعال إلى حينما يصير الرطب تمرًا. فلما صار الرطب تمرًا، صعد عرقوب النخل ليلا، وقطع التمر وأخفاه، فحضر الفقير في الموعد، ففوجئ بأن النخل قد أخذ ما عليه من تمر ، فعلم أن عرقوب خدعه. فصار عرقوب مثلا فى إخلاف الوعد ! يؤسفني أن أبدأ من هنا ... كم غمرنا الفخر ونحن نرى جيشنا يهب ذودا عن حمى الحد الجنوبي وكم رقصنا زهوا و أخبرنا العالم أننا لن يمنعنا شي عن الحفاظ عن وطننا ومقدساتنا ولو خسرنا أرواحنا ! كم فقدت أرواح وقطعت نحورها على بقاعنا المقدسة في رحاب الجنوب ... كم رأينا ذلك المنظر جموع المواطنين .. في المساجد يرفعون أكفهم يدعون الظفر .. على أبواب المستشفى طوابير يجودون بدمائهم لوطنهم العزيز . كم وقف مليكنا ليلا ونهارا كي ينجلي الهم .. وقطع مشاغله ليرى جنوده يذودون عن وطنهم الغالي . حتى جاد من عنده ووهب بواسله ثلاثة رواتب ، اعتزازا بهؤلاء الذين هبوا لنصرة دينهم ووطنهم ومليكهم .. وكم نادى خالد بن سلطان بها في مقابلاته ، وانهم أحق بذلك و أكثر .. لم يدم طويلا حتى عاد ولي عهد البلاد وهبت المكارم يسمع صداها كل جندي ومواطن .. و أعلنوا النصر ورقصنا فرحا وطربا تتغنى به أفواهنا وقلوبنا . رقصنا نحن وهم باتوا بين وابل الرصاص يرقصون بالنصر والدفاع عن بلادهم وتجود أرواحهم له . في المقابل : كل جندي يتمنى ألا يموت ليس خوفا ! وانما ليعود لينزل حملا من الديون خشية أن تقض مضجع أطفاله .. سؤال عابر : سالته لجندي من باب الفضول عندما قال انه أرهقته الديون ، وين الثلاثة رواتب والخمسين مليون ؟!! فقال : سمعنا بها ولم نراها !!! صحيح أننا سنجود بأرواحنا دون مقابل حماية لديننا ومقدساتنا ووطننا ومليكنا .. وسنبذل له الغالي والغالي والغالي .. لكن من حق كل جندي وكل مواطن سمع بالوعود والمكارم أن يبحث أين ذهبت ؟ ولم حرم منها من وقف حاميا وطنه بروحه وتاركا وراؤه أطفالا وشيوخا ؟! ولم حرم منها أطفال الشهداء ومن يعولونهم ؟ جادوا بالوعد وغيرهم جاد كعرقوب !! [email protected]