امتلأت جعبة الثقافة العربية بأمثال عن أشخاص أصبحوا القدوة في الحياة سلبا وإيجابا؛ فكما قالت أكرم من حاتم، قالت مواعيد عرقوب، وكما ذكرت وفاء السموأل ذكرت جزاء سنمار. وكما خلدت ذكاء قيس وحلم الأحنف أشارت إلى طمع أشعب والأحمق هبنقة. وربما مر الكثير بالأمثال فلم يعرف خلفية القصة كما في رابع المستحيلات فما هي الثلاث؟ وأحيانا نقول عجائب الدنيا السبع ولكن هل يذكر كل واحد منا كلها سبعا بدون نقص وحذف. إنه من المهم لأطفالنا ترويض عقولهم ومدها لمعرفة الثقافة العربية وكذلك بقية الثقافات وأمثالها والتعمق في الجغرافيا والتاريخ. أشبه أنا التاريخ والجغرافيا بالعلوم الأساسية في الطب فالتشريح هو جغرافيا والتاريخ هو حركة وفسيولوجيا. ماذا نعرف عن خفي حنين وقصته ولماذا ضربت الأمثال بإخلاف الموعد في عرقوب! وما هي القصة التي قادت إلى اعتبار جزاء سنمار رد الإحسان بأشنع الإساءات؟ بل وخرافة زرقاء اليمامة التي كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام؟ أما قصة عرقوب وإخلافه لما يعد فهي قصة شهيرة عن وعد لأخيه أن يعطيه ثمر شجرة النخل إن هي أثمرت. تقول الرواية أنه حين طلعت قال لأخيه دعها حتى تصير بلحاً», فلما أبلحت قال لأخيه «دعها تصير زهواً»، فلما زهت قال لأخيه «دعها تصير رُطباً», فلما أرطبت قال «دعها تصير تمراً»، فلما أتمرت ذهب عرقوب في الليل للنخلة وأخذ كل ما فيها ولم يعط أخاه شيئاً، فأصبح عرقوب مثلاً في مخالفة الوعود والمواعيد. أما سنمار فكانت أعجب ولا نعرف مكانه الجغرافي كل ما نعرفه أن الرجل كان مهندسا يذكر بسنان التركي؛ فكلفه الملك ببناء قصر له فلما استوى وكان تحفة قال له هل بنيت لأحد مثله؟ قال سنمار لا يا مولاي. قال حسنا خذوه فارموه من الشاهق فلا ينبغي له أن يبني لأحد من بعدي فذهب مثلا في مقابلة الخير بالشر. ويضرب المثل في طويس في الشؤم فقد وصف نفسه أنه ولد يوم وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وفطم يوم وفاة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، وختن يوم مقتل عمر (رضي الله عنه) وتزوج يوم مقتل عثمان (رضي الله عنه) وولد له ولد يوم مقتل علي (كرم الله وجهه). بقي أن نقول أن لا شؤم في الإسلام ولو كانت مثل هذه المصادفات.