يضرب بها المثل في الكذب والخلف وعرقوب رجل من خيبر ويقال إنه من العمالقة أتاه أخوه يسأله فقال له عرقوب إذا أطلعت تلك النخلة فلك طلعها فلما أطلعت أتاه للعدة فقال له دعها حتى تبلح فلما أبلحت أتاه فقال دعها حتى تزهى فلما زهت قال دعها حتى ترطب فلما أرطبت قال دعها حتى تتمر فلما اتمرت سرى إليها عرقوب من الليل فجدها ولم يعط أخاه شيئاً فسارت مواعيده مثلا سائرا في الأمثال كما قال كعب بن زهير صارت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأباطيل فليس تنجز ميعادا إذا وعدت إلا كما يمسك الماء الغرابيل وقال الشماخ وعدت وكان الخلف منك سجية مواعيد عرقوب أخاه بيترب ومما نقم به عمرو بن هند على المتلمس حتى أمر فيه بما أمر قوله في هجائه وطردتني حذر الهجاء ولا واللات والأنصاب لاتئل شر الملوك وشرهم حسبا في الناس من عزوا ومن جهلوا من كان خلف الوعد شيمته والغدر عرقوب له مثل وقال الصنوبري في نظم قصة عرقوب قالوا لنا نخلة وقد طلعت نخلتها فاصطبر لطلعتها حتى إذا صار طلعها بلحا قالوا توقع بلوغ بسرتها حتى إذا بسرها غدا رطبا فازوا بأعداقها برمتها عدمتها نخلة كنخلة عرقوب ومن قصة كقصتها وقرأت لبعض الكتاب فصلا في الشكوى استظرفت منه قوله وقد حصلت على أحزان يعقوب ومواعيد عرقوب. عن كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي