ياخال أبوي حك ظهري بعض القرارات والأخبار تصيب المرء بالإحباط الشديد، وبعض القضايا لا تحتمل الكثير من التأخير لشدة وضوحها ، وتوفر أدلتها الخبر الأول يقول : تحويل قضية من شرطة طريب إلى المحكمة!! كل شي يبدو عادياً حتى الآن ، إلا أن المصيبة في كون هذه القضية تحت التحقيق والبحث والتحري لمدة سنة كاملة . إبل مقتولة وسيارات محروقة . ترويع للأمن وللمواطنين قبل ان تكون قضية شخصية بين عدة أشخاص. هل يعقل أن خيوط القضية متعسرة إلى هذا الحد؟ أم هو نقص في المحققين وفي الكادر الأمني بشكل عام؟ أم غياب للوسائل الحديثة المتبعة في كل أصقاع الدنيا؟ أم هو حرص شديد على توخي المصداقية ؟ إلا أننا عندما نرى قضايا أخرى ونقارنها مع هذا التأخير البسيط في طريب ، نشعر بالفخر والاعتزاز والغبطة ، ونشكر شرطتنا على سرعة إنجازهم. فتأخير سنة لا يقارن بتأخير اثني عشرة سنة . فهاهو الدكتور سلطان العنقري وحسب الأخبار لهذا اليوم يظفر بنصر تاريخي من إدارة حقوق المؤلف بوزارة الإعلام ، حيث صدر قرار لصالحة في قضية كتاب متنازع عليه مع أكاديمي آخر قام بلطشه وإصداره عن طريق جامعة نايف للعلوم الأمنية. وقد جرى بموجبه تغريم الخصم خمسة عشر ألف ريال وسحب الكتاب من الأسواق. والنصر التاريخي للدكتور ليس في المبلغ فهو لا شي مقارنة بحجم الكتاب وانتشاره. وليس في الحكم ، فالقضية وجميع خيوطها واضحة كوضوح الشمس . وليس في سحب الكتاب من السوق ، فالكتاب مضى عليه 12 سنة ولم يتبقى منه حتى كتاب واحد. النصر التاريخي له هو في تحطيم الرقم القياسي في عدد مرات دخوله مباني الوزارة. وفي عدد مرات التقاط الكمرات لشخصه الكريم. وفي كثرة من تعرف عليهم في أروقة المكاتب والممرات ، ممن سينتظرون عشر سنوات أو أكثر للحصول على قرار مماثل. النصر التاريخي في أنه لن يبحث لمدة ساعتين عن موقف لسيارته في شوارع بعرض عشرة أمتار تحيط بوزارة مزدحمة. وفي كون القرار لم يعفي جامعة مرموقة كجامعة نايف للعلوم الأمنية عن مسؤوليتها في سلب حقوق المؤلف الأصلي. النصر التاريخي قد يكون في دخوله لموسوعة قينيس للأرقام القياسية. وقد يكون في كثرة ترديه للمثل المشهور: (ماضاع حق وراه مطالب). وفي كون الدكتور أصبح أكثر شهرة من إبراهيم الفريان. تخرج ابن الدكتور من الابتدائية بالتزامن مع تقدم والده بالشكوى ، وعندما صدر الحكم تزامن مع تخرج الابن من الجامعة . شيء يثلج الصدر لدرجة التجمد والكمد ، أليس كذلك؟؟ وبعد عشر سنوات سيخبركم كاتب هذه السطور بقصة مليئة بالمتناقضات والمفاجئات ، إن كتب لنا ولكم حياة. وصدق مثلنا الشعبي : ياخال أبوي حك ظهري.