حسنًا فعل الأمير فيصل بن تركي، بإبداء وإعلان رغبته في الاستقالة عن منصبه، بنهاية الموسم الحالي، حسب ما جاء في البيان الصادر عن المركز الإعلامي بالنادي، على لسان صاحب الأمير مشعل بن مسعود بن عبدالعزيز، رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي العالمي.. فقد حملت هذه الخطوة الجريئة من قبل الأمير فيصل العديد من المؤشرات الإيجابية، التي تؤكد مقدار حبه للكيان، ورغبته في رفعة "العالمي"، فمع تزايد "الحملة" المطالبة برحيله في الفترة السابقة من داخل النادي، ظل الأمير فيصل يقود السفينة دون كلل متحملاً كل هذه الإسقاطات، وكان من اليسير عليه أن يعلن الرحيل في منتصف الموسم أو خلاله، كما فعل رؤساء كيانات رياضية وأخرى، ولكنه تعامل مع الواقع المحفوف بالإخفاقات بأخلاق الفرسان، وعزائم الرجال، وآثر تحمل التبعات جميعًا، وحدد نهاية الموسم موعدًا للترجل عن منصبه، ليضع الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية تجاه "العالمي"، فالمطلوب الآن أن يرينا أصحاب الأصوات المنتقدة العالمية مقدار حبهم وتضحيتهم من أجل "النصر" الكيان، بخاصة وأن الموعد المضروب للراغبين في التنافس على تحمل المسؤولية وتسنّم رئاسة النادي ينقضي بنهاية شهر أبريل الجاري، فها هي الفرصة أتيحت لهم، فما عليهم إلا أن ينبروا لتحمل المسؤولية، دون أي شكوى من تبعات ديون متراكمة، أو اختلالات في منظومة العمل، فكل ما هو مطلوب منهم أن يقدموا لنا نموذجًا لمن يدير النادي بأكفأ مما كان يديره الأمير فيصل، فالغاية في النهاية ليست المنصب، وإنما خدمة الكيان، وقد أعلنها هذا الأمير المحب والمتفاني في خدمة "العالمي" بأنه على استعداد لأن يكون "داعمًا لأي رئيس قادم يتولى إدارة النادي".. وهو موقف ليس بغريب عن هذا الرجل النبيل، فقد شهدنا كيف أنه استطاع أن يعيد للعالمي وهجه، رغم العقبات الكثيرة التي كانت توضع في طريقه، سواء من داخل البيت "النصراوي"، أو من خارجه، ولكنه كان واضح الهدف، قوي العزيمة، فمضي ب"العالمي" بكل اقتدار، ليجابه في الفترة الأخيرة أمورًا كثيرة أفضت إلى الواقع الحالي الذي لا يشبه "النصر"، ولا يتوافق مع تاريخ "العالمي" الحافل بالإنجازات الكبيرة.. فلئن مضى الأمير فيصل وأخلى المنصب لخلفه، فقد وضع بصمة عصيّة على النسيان، وخطّ سطورًا لن تنمحي في تاريخ هذا الكيان، وإنّي على ثقة بأن ذات الأصوات التي ارتفعت تنادي برحيله، وشيكًا سترتفع ثانية مطالبة بعودته، ليس لشيء غير أنها تعرف مقدار محبة "كحيلان" ل"النصر"، وتعلم جيدًا بأنه الأقدر والأصلح والأوفق أسلوبًا في وضع العالمي في مكانه الطبيعي على قمة الريادة وطليعة أندية المملكة.