بعد أن قدم أداءً مُلفتًا في بطولة تبوك الدولية الودية، ثم مستوى ونتيجة رائعة في أولى جولات الدوري أمام الفتح، أصبح النصر في أعين محبيه قادرًا على المنافسة على دوري جميل، وعندما تعثر في الجولة الثانية أمام الاتفاق اعتبروه فريقًا عاديًا وشبيهًا بفريق العام الماضي. حتى أجانب النصر إيفان وتوماسوف كانا نجمين لافتين أمام الفتح وعندما تأثرا بالرطوبة العالية التي لأول مرة يتعرضون لها، أصبحا في رأي بعض جماهير النصر لاعبين من طينة (مقلب) وشربه النصر. هذه باختصار صورة واقعية لما يُسمى بالنظرة العاطفية والتي تسيطر ليس على أغلب جماهير النصر وإنما أيضًا جماهير الأندية الأخرى، وهي رؤية تتحكم فيها النتائج والنتائج فقط بعيدًا عن حُسن الإعداد وجهد اللاعبين وتعامل المدرب. فمثلًا الأهلي والهلال والاتحاد أصحاب المراكز الأولى حاليًا لم يكن مستواهم أفضل من النصر، ولكن فوز الاتفاق جعل النصر في نظر أغلب محبيه أضعف من الفرق الثلاثة الأخرى. ويقيني أنه لو استثمر لاعبو النصر الفرص الضائعة المتعددة ونجحوا في تحقيق الفوز بنفس مستواهم الذي قدموه دون تغيير، لتحول الذم إلى مدح ولجعلت جماهير النصر فريقها بذلك الفريق الذي لا يُهزم والفارس الوحيد المؤهل لتحقيق الدوري. الدوري ليس مباراة واحدة، وكل الفرق المرشحة لتحقيقه معرضة للخسارة أو التعادل في أي مباراة، ولكن الملامة تقع على الفريق في حال تخاذل لاعبيه وضعف التجهيز من قبل المدرب وعدم قيام الإدارة بواجباتها، عدا ذلك فلا يُقبل منطقيًا تذمر الجماهير وإعلان صيحاتهم وتشاؤمهم. نصيحة إلى جماهير الشمس.. لا تقسوا على فريقكم، أدعموه ولا تخذلوه، فالدوري لازال في بدايته، والمدرب البارع هو الذي يستفيد من فترة التوقف الطويلة الحالية لمعالجة الأخطاء، واعتقد أن المدرب زوران قادر على ذلك فمن خلال شهرين فقط تمكن من إرجاع شخصية الفريق ونجح في إعادة الثقة للاعبين، إضافة إلى أن العنصر الأجنبي سيكتمل بمشاركة إيالا وبرونو، ويدعم ذلك أيضًا عودة الفريدي صانع اللعب المميز. د. علي مليباري تويتر AliMelibari@