من سمات الدوري السعودي أنه كثير التوقف، وهو أمر يُضعف من توهج أغلب الفرق السعودية ويجعل مستوياتها متذبذبة على مدار العام. تخيلوا.. سنقول مع أول جولة.. يا فتاح يا عليم، يا رزاق يا كريم، ثم يتوقف الدوري مباشرة بعد الجولة الثانية ولمدة طويلة جدًا تُعادل نحو 25 يومًا. الدوري لدينا أشبه بدكان أو محل استثماري يفتحه التاجر ويملؤه بالبضاعة.. يتهافت عليه المستهلكون والزوار لأيام، ثم فجأة يتفاجأون بإقفال المحل لفترة طويلة، فيقل التفاعل بين المحل والمستهلك وبالأخص عندما تكثر حالات الإغلاق كما يحصل للدوري السعودي. ولا شك أبدًا في أن كثرة التوقفات تؤثر على الحضور الجماهيري وعلى تفاعل وأداء اللاعبين والمدربين، ولذلك هناك من يقول منهم وكذلك الجمهور أن الدوري لن يبدأ مع بداية الجولة الأولى ولكن مع انطلاقة الجولة الثالثة. ولذلك فإن كثيرًا من الإداريين والمدربين والذين لم تكتمل صفوف فريقهم بسبب الإصابات أو التأخير في إتمام التعاقدات المحلية والأجنبية يَرَوْن أن فترة التوقف هي فرصة لهم لإكمال مرحلة الاستعداد للدوري بعد اكتمال الصفوف وربما خططوا لعمل معسكر إعدادي لتحقيق ذلك. ولكن برغم ذلك، تظل البدايات مهمة والفريق الذي سيحصد العلامة الكاملة في الجولتين الأولى سيرتاح كثيرًا في فترة التوقف وسترتفع معنويات لاعبيه وجماهيره. المدرب الذكي هو الذي يزرع الروح القتالية في نفوس لاعبيه حتى يحققوا الفوز في أول جولتين، والجماهير العاشقة يأتي دورها هنا في ضرورة الحضور والمؤازرة والبعد عن الاتكالية والانتظار حتى الجولة الثالثة، فالنقاط الست تعني الصدارة واتكلم هنا عن الفرق الجماهيرية والمؤهلة لتحقيق الدوري.. د. علي مليباري تويتر AliMelibari@