سنة كاملة بالتمام والكمال بين نصر ديسيلفا ونصر زوران، والفرق بينهما ظهر واضحًا وجليًا لكل من شاهد مباراة النصر أمام الوداد المغربي، الفريق العتيد والعنيد. اللياقة الجيدة التي كان عليها لاعبو النصر في المباراة أثبتت أن معسكر الفريق في كرواتيا لم يكن كمعسكر النمسا العام الماضي.. ليست فقط اللياقة، حتى تقارب اللاعبين فيما بينهم، والتنظيم الدفاعي المقبول بحكم قصر فترة إشراف الكرواتي زوران، إضافة إلى ارتفاع معدل سرعة نقل الكرة بين اللاعبين، كل ذلك أعطى مؤشر مريح للمشجع النصراوي على أن الكرواتي لديه الكثير لتقديمه للفريق. صحيح أن النصراويين تألموا من خسارة المباراة وعدم الوصول لنهائي بطولة تبوك الدولية، خاصة وهم يشاهدون فريقهم وقد تملّك المباراة بشكل أفضل من خصمه وكان الأقرب لتحقيق الفوز لولا (تطنيش) حكم المباراة وعدم احتسابه ضربة جزاء لمصلحة النصر في آخر دقائق المباراة برغم أن لمسة اليد للكرة كانت أمام عينيه وواضحة لكل من هو في الملعب وخلف التلفاز. خسر النصر بركلات الترجيح، ولكن خرجت الجماهير النصراوية راضية وسعيدة بفريقها حيث اطمأنت إلى حد كبير على حُسن الاستعداد البدني والفني برغم عدم اكتمال العنصر الأجنبي، ولم يشوّه ذلك الرضا إلا طريقة تنفيذ يحي الشهري لركلة الجزاء وضحكته بعدها، في مشهد قد يدل على وجود بقايا استهتار ولامبالاة حلت بالفريق منذ العام الماضي، ومن حسن الحظ أن هذه الحركة (البايخة) حصلت في مباراة وبطولة ودية، ومن حسن الحظ أيضًا أنها حدثت أمام أعين المدرب الكرواتي زوران المعروف بصرامته وجديته، ولا أظن أنه سيجد أفضل من هذا المشهد ليقضي على أي استهتار أو تخاذل، وليفرض على جميع اللاعبين شعار (النصر بمن حضر، وقدّر شعاره). د. علي مليباري تويتر AliMelibari@