نريد حوارا شفافا، ونريد رأيا ورأيا آخر، ونريد إعلاما يحترم آراء الآخرين! كل هذا وأكثر عنوان رئيسي لمقالات شبه يومية، وإن ذهبت إلى الشاشات فخذ وخل من كلام منمق ينتهي جماله عند آخر كلمة قيلت عن النادي المفضل! صراخ وصراخ آخر يحدث من أجل إقرار مشروعية هدف ألغاه الحكم، واحد مع القرار، والثاني ضده، والرفض والقبول يحددهما النادي المستفيد والنادي المتضرر! في هامش من هوامش زادنا اليومي ثمة من يمنحنا الضحك عندما يتحدث ويحاول أن يكون مفوها ومثقفا، ولكن قدراته محدودة لا تتعدى كلاما يردده في ناديه المفضل الأصل والصورة! ومن خلال شاشة أخرى يطل اثنان وحولهما مدرجان كل يصفق لصوته في البرنامج، وهات يا كلام، وهات يا ردح، وهات يا خبال، صديقهم المشترك يأتي من آخر الطابور ويقول: أتعبتني صداقتكما في وسط بات يضحك منكم ويدعو لكم، فهلا تجملونني أمام أناس أضحوا يسهزأون مني كوني صديقا لكما! في صحيفة ما مقال طويل، وما إن فرغت من تفتيت جمله، قلت ومني إلى من يقول نحن أمة لا تقرأ: لقد قرأت، وفي النهاية قلت: من أجاز هذا المقال الركيك؟ ولم ولن يجيبني أحد! معركة بين صحفي وآخر في تويتر حول أيهما أكثر شعبية نادينا أو ناديكم انتهت بعبارات مسيئة، سألت بعدها نفسي: هل صحفهم تتابع عبثهم أم أن لكل منبر أداواته! رؤساء تحرير بالجملة في تويتر مهتمون بصورهم أكثر من عباراتهم، وأنت تتصفح وعيهم من خلال مفضلة كل واحد لا يمكن أن تقول إلا: يا مكثركم، أتحدث هنا عمن يدعون أنهم أساتذة التجديد في هذا العصر، في وقت أرى فيه أنهم أساتذة، ولكن في مواقع أخرى لا علاقة لها بالإعلام! زملاء لنا كنا يوما من الأيام نرعى بداياتهم الأولى، حينما كبروا بعض الشيء قدموا لنا وفاءهم على طبق من شتيمة! ارتبك حينما سألته عن أيهما أحق بالتكريم الأهلي كنادٍ أم الهلال كفريق، فقال: الأهلي والهلال عينان في رأس، فقلت: هذا كان زمان أما اليوم فثمة فجوة صنعها جدد يتعبهم التاريخ! لا غرابة في أن نرى محمد عبدالجواد في مدرجات الأهلي يشجع ويردد مع الجمهور «مجانين في عشقه مجانين»، لكن الغريب أن نرى من يعتقد أن هناك من يشبه الأهلاويين في عشقهم الذي هو بالنسبة لهم تجربة حياة! في زمن اشتم واهرب بات الرقي مسبة، إذا هانت عليكم عقولكم احترموا عقول الآخرين. عبدالله بن عتقان الشاعر الذي أحبه رسب في اختبار معتق العياضي الشاعر الذي احترمه، وإن قلت: أحبه لا تثريب في ذلك. شكرا معتق، فقد كنت كما ناديك فخما، ولن أقول إلا خيرها في غيرها يا عبدالله، والمعنى اليوم على رأس جبال السروات!.