تمسك بيديك صحيفة لتبحث عن أخبار رياضية جديدة ومقالات مفيدة فتسقط في فخ الفبركات الصيفية والصفقات الوهمية ( واللي ما يشتري .. يتفرج ) ، تهرب من هذا فتقع في شرك الاستفتاءات الرياضية ، فتترحم على وقت استقطعته لتقرأ . وبمناسبة الحديث عن الاستفتاءات الرياضية فلا أدري ماهية الحكاية حولها ؟ فقد غدت تلك أشبه بالفاكهة الموسمية نهاية كل عام ، فالصحف سواء المتخصصة بالشأن الرياضي أو الصفحات الرياضية في الصحف الأخرى أصبحت مسرحاً لهكذا استفتاءات ، وذات الأمر بفصوله المملة يتكرر بمشاهده على صدر القنوات الفضائيات ، بشكل جعل الجميع وكأني بهم ببزار يبيعون علينا بضاعتهم ، دونما بحث عن الجودة ، فليس أسهل من دغدغة المشاعر بأفضلية هذا النجم ، وتميز ذاك . وبظني المتواضع أن الحديث عن الأفضلية هو أشبه بالدوران في حلقة مفرغة ، فالكل يرى فريقه البدر المكتمل والبقية لا تضاهيه بهاء ، بل أنه ربما يرسل الآخرين إلى عالم الإقصاء وذلك لعيون معشوقه ، عذرا .. لكن بصدق وبعيدا عن الرتوش والمنمقات وبمنأى عن المجاملة وتزييف الواقع .. فإننا .. دائما ..نخلص نهاية كل إستفتاء إلى ذات النتيجة وهي أن ( عيال حارتنا ) هم الأحسن والأفضل ، والباقي ( ما عندك أحد ) . ولكي نكون أكثر قربا من رياضتنا ، ولنضع مجهر الحقيقة على واقعنا .. دعونا في دواخلنا نجيب على هذه التساؤلات : برأيكم .. أ يمكن للعيون الصفراء أن تبصر غير أشعتها ، وهل للعيون الزرقاء من جمال أكثر من زرقتها ، وكذا البيضاء وحتما ذات النظرة هي من تسيطر على العيون الخضراء ، فالكل يمارس عقوق الأفضلية إلا تجاه فريقه . فالانتماءات الرياضية هي من تمارس السطو على ذائقتنا ، وترسل الحياد إلى جزيرة نائية أبعد ما تكون عن الواقعية . ولكم أن تتصفحوا تلكم الاستفتاءات التي تتناثر هنا وهناك ، وتشاهدوا إختيارات الضيوف من لاعبين قدامى ومسؤولين وكذا صحفيين ، ولتجردوا النتيجة وستجدونا نخلص بعدئذ إلى ذات الأمر الذي أشرت إليه .. وهو : أن الميول هو من سير الاختيار ، ولم يكن للميدان أي كلمة في هكذا قرار !! لذلك أتساءل دوما ونهاية كل موسم رياضي عن :ما فائدة استفتاءات كتلك ؟ وأي نتيجة نتوقعها ؟ والأهم أي مصداقية تحملها وهي تتكأ على الميول وتنام في وثيره ؟ ولكي أخرج من جو الاستفتاءات والذي أصبح يشبه ( غبار الرياض ) والذي ما يكاد يذهب إلا ويعود ، سأتحدث عن إستعدادات الفرق للموسم القادم بشكل موجز : فالشباب يبدو لي هو الأكثر تجهيزا لموسمه القادم ، فالمدرب مستقر ، والأجانب أكتملوا ، والاستقطابات المحلية شبه أنتهت ، والمعسكر الخارجي أقر بمبارياته ، لذلك أتوقع الليث أحد فرسان التنافس على بطولات الموسم القادم ، ويشاركه ذات الأمر الفريق الأهلاوي ، فمدرب الفريق جدد له والمعسكر تم تجهيزه ، واللاعبون المحليون الذين تم إستقطابهم من أبرز الموجودين والمتاح ، أما الأجانب فهم مستمرون عدا بديل كماتشو والذي أرى أن الإدارة تأخرت في حسمه ، أما الهلال فهو ما أستغربه ، فالمدرب واللاعبين الأجانب لازالوا أنتظارا ، مع أن معسكر الفريق يوشك أن يبدأ ، وهو ما ينذر بموسم قد لا يكون جيدا ، مع أني أثق بقدرة الفريق الأزرق بتجاوز كل ذلك ، أما الفريق النصراوي فهو الفريق المحير لي بصراحة ، فالمدرب استمر رغم سوء النصر في الموسم الماضي ، والأجانب لازال البحث جاريا ، وكل يوم نسمع عن توقيع لاعب ، وصرف النظر عن آخر ، لكن أفضل ما قرأته عن الاستعداد النصراوي هو تخلصه من بعض اللاعبين الذين كانوا ينخروا بجسد النظام والانضباط بالفريق ، وعن العميد فأرى الأمور لا تبشر بالخير ، فالأدارة رحلت والغموض يكتنف الأجانب ، مع أني أرى إيجابيا استمرار المدرب ، ولا أدري ماذا يحمل القادم للفريق الأتحادي ، أما القطب السادس للتنافس وهو الاتفاق فأظنه الأصعب حالا من جميع الفرق المتنافسة لقلة موارده إضافة إلى رحيل عدد من لاعبيه المميزين كسياف البيشي ويحيى عتين وتيغالي ولازاروني ، وأعتقد أن الظهور الأتفاق الجيد في الموسم الماضي قد لا يتكرر في الموسم القادم .. عموما هي قراءة أولية .. تحتمل الخطأ كما هي تحتمل الصواب ، لكن مع بدء دوران عجلة الدوري سيظهر كل فريق بحلته وعندئذ سيكون الحكم قاطعا .. قبل نقطة النهاية : تذكروا أن السقف الذي يقينا من المطر صنع في جو مشمس ، لذا أتمنى أن تكون هذه رسالة لجميع الفرق وهي أنه لكي تحصل على البطولات نهاية الموسم يجب أن تقدم مهرها في بداية الاستعداد وذلك بالجدية بالمعسكر والاستفادة القصوى مما فيه ..