جرد ريال مدريد الأسباني مضيفه بايرن ميونيخ الألماني من لقبه بطلا لمسابقة دوري أبطال أوروبا عندما سحقه 4-0 الثلاثاء على ملعب "أليانز أرينا" في ميونيخ وأمام 68 ألف متفرج في إياب الدور نصف النهائي. ويدين النادي الملكي بتأهله إلى المباراة النهائية إلى نجميه قطب دفاعه سيرجيو راموس ومهاجمه الدولي البرتغالي رونالدو حيث سجل كل منهما ثنائية الأول في الدقيقتين 16 و20 من ضربتي رأس، والثاني في الدقيقتين 34 و90 من تسديدتين الأولى من داخل المنطقة والثانية من ركلة حرة مباشرة. وكان ريال مدريد فاز 1-0 ذهابا الأربعاء الماضي على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد. ويلتقي ريال مدريد في المباراة النهائية المقررة في 24 مايو/أيار المقبل على ملعب "النور" في العاصمة البرتغالية لشبونة، مع مواطنه أتلتيكو مدريد أو تشيلسي الإنجليزي اللذين يلتقيان إيابا الأربعاء في لندن (0-0 ذهابا). واستخلص ريال مدريد الدرس من مباراته أمام بوروسيا دورتموند الألماني في إياب الدور ربع النهائي عندما أهدر ركلة جزاء في بداية الشوط الأول وكاد يدفع الثمن غاليا لأن المباراة أفلتت من بين يديه وخسر بثنائية نظيفة كادت تعصف بأحلامه في المسابقة. وفي مباراة الثلاثاء عرف النادي الملكي كيف يستغل الفرص التي سنحت أمامه في بداية المباراة وعلى كثرتها وسجل ثنائية حسم بها النتيجة مبكرا قبل أن يوجه رونالدو ضربة قاسية بإضافته الهدف الثالث والقاضية بالرابع في الدقيقة الأخيرة. وحطم رونالدو الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في مسابقة دوري أبطال أوروبا رافعا رصيده إلى 16 هدفا هذا الموسم بفارق هدفين أمام شريكيه السابقين مهاجم برشلونة الدولي الأرجنتيني ميسي (2011-2012) ومهاجم ميلان الإيطالي ألتافيني (1962-1963). ورفع رونالدو رصيده إلى 66 هدفا وبات ثالث أفضل مسجل في تاريخ المسابقة خلف مهاجم النادي الملكي وقائده السابق راوول جونزاليز (71) وميسي (67). وتبقى النقطة السوداء بالنسبة إلى النادي الملكي الثلاثاء هي تلقي لاعب وسطه تشابي ألونسو بطاقة صفراء ستحرمه من خوض المباراة النهائية. وثأر النادي الملكي من الفريق البافاري وأزاحه من دور الأربعة على غرار ما فعله الأخير الموسم قبل الماضي عندما خرج على يديه بركلات الترجيح قبل أن يتوق مرارة الفشل أمام تشيلسي الإنجليزي على ملعب أليانز أرينا. ورد راموس بالذات الاعتبار لنفسه كونه أهدر ركلة جزاء ترجيحية في نصف النهائي قبل عامين. وحقق النادي الملكي فوزا تاريخيا على الفريق البافاري كونه الأول له على ملعب أليانز أرينا في 10 مواجهات بينهما (فاز بايرن 9 مرات مقابل تعادل واحد)، وواصل حلمه بالتتويج باللقب العاشر في المسابقة والأول منذ عام 2002. وهو الفوز التاسع لريال مدريد على بايرن ميونيخ في تاريخ المواجهات بين الفريقين مقابل 11 خسارة وتعادلين. وفك ريال مدريد المتوج بين 1956-1960 و1966 و1998 و2000 و2002، النحس الذي لازمه في الدور نصف النهائي في الأعوام الثلاث الأخيرة بعد سقوطه أمام مواطنه برشلونة (2011) وبايرن ميونيخ (2012) وبوروسيا دورتموند (2013). وحرم ريال مدريد منافسه البافاري من بلوغ المباراة النهائية الثالثة على التوالي والرابعة في السنوات الخمس الأخيرة (خسر أمام إنتر ميلان الإيطالي عام 2010 على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد وأمام تشيلسي الإنجليزي عام 2012 على ملعبه أليانز أرينا). كما فشل بايرن ميونيخ حامل اللقب 5 مرات في 1974 و1975 و1976 و2001 و2013، في أن يصبح أول فريق يحافظ على لقبه في النسخة الحديثة من المسابقة الأولى أي ابتداء من عام 1993 عندما تحول إسمها إلى دوري أبطال أوروبا. والتقى بايرن ميونيخ مع ريال مدريد 22 مرة في المسابقات الأوروبية كلها في المسابقة الأولى (فاز 11 وتعادل مرتين وخسر 9)، بينها ست مواجهات في نصف النهائي، حيث تفوق بايرن في 1976 و1987 و2001 و2012 فيما خرج مدريد فائزا مرتين. أما في مسابقة دوري أبطال أوروبا فتواجها 16 مرة سابقا، وبمباراة الإياب حطما الرقم القياسي من حيث عدد المواجهات بين فريقين في المسابقة القارية الأم. وبالعودة إلى أجواء المباراة، قدم النادي الملكي مباراة تكتيكية رائعة لم يترك فيها أي منفذ أمام الآلة الهجومية للنادي البافاري. وأجرى مدرب بايرن ميونيخ الأسباني جوسيب جوارديولا تبديلا واحدا على التشكيلة التي لعبت مباراة الذهاب في مدريد حيث دفع بتوماس مولر أساسيا على حساب المدافع البرازيلي رافينا، وأعاد القائد فيليب لام إلى مركزه مدافعا أيمن، معولا على الثنائي توني كروس وباستيان شفاينشتايجر في خط الوسط الدفاعي. في المقابل، دخل ريال مدريد بتشكيلته الكاملة وبالثلاثي "بي بي سي" الفرنسي كريم بنزيمة والويلزي جاريث بايل والبرتغالي رونالدو. وهي المرة الأولى التي لعب فيها الثلاثي أساسيا معا منذ أبريل/نيسان الماضي. واندفع الفريق البافاري بقوة بحثا عن التسجيل المبكر بيد أنه لم يجد الطريق إلى مرمى القائد إيكر كاسياس. وكان النادي الملكي الأكثر خطورة ونجح في تسجيل هدفين سريعين عبر قطب دفاعه راموس بضربتي رأس قبل أن يعززها النجم رونالدو بالثالث. ودفع جوارديولا بمواطنه خافي مارتينيز مطلع الشوط الثاني على حساب المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش، دون أن ينجح في فك الصلابة الدفاعية للضيوف، ثم لعب ورقتيه الأخيرتين بإشراكه ماريو جوتسه والبيروفي كلاوديو بيتزارو مكان ريبيري ومولر، دون جدوى. وأجرى أنشيلوتي تبديلا احترازيا عندما دفع بالمدافع الفرنسي رافايل فاران مكان راموس تفاديا لحصول الأخير على إنذار يحرمه من خوض المباراة النهائية. ثم دفع لإيسكو مكان بنزيمة. وأهدر بايل فرصة منح التقدم للنادي الملكي عندما استغل كرة رأسية من الحارس مانويل نوير الذي خرج من عرينه فتابعها الويلزي فوق المرمى الخالي (9). ونجح راموس في افتتاح التسجيل بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر ركلة ركنية انبرى لها الكرواتي لوكا مودريتش (16). وعزز راموس بالهدف الثاني بضربة رأسية من مسافة قريبة أيضا إثر ركلة حرة غير مباشرة جانبية انبرى لها الأرجنتيني إنخل دي ماريا بعدما لمسها في الوهلة الأولى البرتغالي بيبي (20). وكانت أول فرصة للنادي البافاري في المباراة تسديدة قوية للفرنسي فرانك ريبيري من داخل المنطقة ولكن بجوار القائم الأيمن (25). ورد رونالدو من هجمة مرتدة أنهاها بتسديدة قوية زاحفة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن (27). وعزز رونالدو بالهدف الثالث من هجمة مرتدة قادها مودريتش الذي مرر كرة إلى بنزيمة في منتصف الملعب ومنه إلى بايل الذي توغل عند حافة المنطقة ومررها على طبق من ذهب إلى رونالدو غير المراقب فسددها بيمناه داخل مرمى نوير (34). وتابع بايرن ميونيخ ضغطه في الشوط الثاني، وجرب المهاجم الدولي الهولندي أريين روبن حظه من تسديدة من خارج المنطقة مرت بجوار القائم الأيمن لكاسياس (57). وتلاعب ريبيري بالبرتغالي الآخر فابيو كوينتراو وتوغل داخل المنطقة وسدد كرة قوية زاحفة تصدى لها كاسياس (59)، ثم أنقذ كاسياس مرماه من هدف محقق بإبعاده انفراد مولر إلى ركنية (61)، ثم تصدى على دفعتين لتسديدة قوية لطوني كروس (64). وكاد كوينتراو يضيف الهدف الرابع عندما تهيأت أمامه كرة عرضية أمام المرمى فسددها في مناسبتين الأولى ارتدت من مواطنه رونالدو والثانية من المدافع البرازيلي دانتي (64). وكاد جوتسه يسجل هدف الشرف لأصحاب الأرض عندما تلقى كرة من روبن داخل المنطقة فسددها بيمناه فوق العارضة بسنتمترات قليلة (75)، وأخرى من كروس فوق المرمى بسنتمترات قليلة (77).