العلاقة بين الأندية والحكم السعودي وصلت إلى مرحلة فقدان الثقة؛ بسبب مواقف ربما هي من أسهم في هذه الفجوة، والتي شارك الإعلام الموالي في اتساعها، لدرجة بات تصنيف الحكام حسب الميول معلنا وهنا مربط الخوف! أيضا، باتت الأندية تطلب هذا الحكم وترفض ذاك الحكم، والمستند في كلتا الحالتين مواقف فيها هدف وفيها ضربة جزاء، والعداد يحسب ما لهم ويترك ما عليهم! من أضعف الحكام السعوديين أمام الأندية إرث قديم، لو رجعنا إلى استحضاره ربما نذكركم بكوارث النهائيات وما تخللها من تجاوزات وصلت لحد فيه يخسر البطل ويتوج الوصيف، ولكم حرية الاستنتاج وفق ذاكرة لا تنسى الفواجع! كنت وما زلت وسأظل أتحدث عن أخطاء التحكيم في معزل عن الذمم والدخول في أمور فيها من الحساسية، ما جعل عمر المهنا يقول ذات يوم: اتقوا الله! في الآونة الأخيرة، بدأت تعود الثقة تدريجيا، لكنها ثقة تم اختزالها في رضى الهلال والنصر، وهذه قضية أخرى لا بد من الإشارة خلالها إلى أن الثقة لا تتجزأ، وينبغي أن لا تختزل في ناديين فقط! أما حراك الأيام الأخيرة والمتمثل في إسناد نهائي كأس ولي العهد لطاقم أجنبي، فهذا نسف لوعود الاتحاد واللجنة وقتل لطموحات حكام يحلمون بأن يكون لهم حضور في النهائي الحلم! الهلال هذه المرة هو أكثر المطالبين بحكام أجانب، بعد أن كان في نظر الأكثرية من أكثر الأندية السعودية استفادة من أخطاء الحكام، أقول أخطاء ولم أقل غيرها يا محامي الهلال! النصر رغم الصراخ والاحتجاجات يعيش هذا الموسم عصره الذهبي مع التحكيم، أي أنه أخذ حقوقه كاملة دون أي مجال للوقوف أمام أخطاء يحاول إعلام النصر الحديث عنها كنوع من ذر الرماد في العيون. إذا، وأمام هذه المتناقضات بين قطبي العاصمة لا بد من إحضار حكم ومساعدين له من العيار الثقيل، وأتمنى إن لم يكن هناك التزامات أن يكون الطاقم الإيطالي الذي أدار مباراة الفريقين في القسم الأول من الدوري، فذاك الطاقم كان يحاضر في روح ونص القانون في آن واحد! ومع هذا، يجب أن لا يدفع لا النصر ولا الهلال ضريبة هذا الرفض للحكم السعودي في النهائي مع عودتهما لمعركة ما تبقى من الدوري! ما نتمناه هو أن نشاهد نهائيا يليق بقطبي العاصمة، فيه الثابت الهلال، والمتحرك النصر، مع يقيني أن اللقاء لقاء سحاب! قراءات كثيرة هي اليوم بيننا في الدوري السعودي، بطلها الهلال والنصر ليس منها في شيء الروح الرياضية؛ لأن ما يحدث بين إعلام الناديين وجماهير الناديين في مواقع التواصل الاجتماعي مخزٍ ومعيب جدا جدا! من يحقق كأس ولي العهد سيخسر الدوري هكذا قال أحدهم، فقلت: كذب المتوقعون ولو صدقوا! يا سبحان الله، باتت الرياضة في رأيه مضيعة للوقت، وهو الذي أخذ من الرياضة ولم يعطها ربع ما أخذ؟ أنت محايد إذا أنت ضعيف، وأنت متعصب إذا أنت رائع.. زمن الهرم المقلوب!. مقال للكاتب أحمد الشمراني – عكاظ