في عهدٍ ليس بالبعيد كنّا ننافس أنفسنا على المراكز الثلاث الأولى في البطولات الدولية ، واليوم نتنفس الصعداء إذا احتل أحد فرساننا مركزاً متقدماً ! لم يتغير شيء، نحن كما نحن وفرساننا مازالوا يملكون التفوق في الأداء الأمر الذي لا يستطيع أن ينكره أي شخصٍ فروسي ، إذاً مالذي حدث ؟! في الحقيقة أنه لاشيء يُذكر ، كل مافي الأمر أننا مازلنا نتصرف بنفس الأسلوب الذي لطالما كنّا نتصرف به ، غير أن الدول الأخرى انتبهت لما يمكن أن تحققه الفروسية لأوطانها إن هم اهتموا بها ، فبذلوا في سبيلها الكثير من الدعم ،وهاهم يحصدون ثمار مازرعوه. لا يكفي أن نتفاخر بأمجاد الماضي ، علينا أن نكون أكثر جدية في المحافظة على هذه الأمجاد ، وإن أولى منافسات البطولة الدولية المقامة ضمن مهرجان خادم الحرمين الشريفين كانت بمثابة جرس إنذار ،ولا يجب بأي حال من الأحوال أن نحاول تجاهله ! مما لا شك فيه أننا نملك الخبرة ذات العمر الأطول في صناعة الفروسية ، وفرساناً هم من خيرة الفرسان الذين يُعوّل عليهم لكن هناك جوانب أخرى مهمة تصنع فرقاً كبيراً في النتائج ،ولعل الدعم المادي أبرز هذه الجوانب، ولعل أبرز نتائج غياب هذا الدعم هي نقص الجياد القادرة على مجاراة إمكانيات الفرسان وتحقيق العلامة الفارقة ،فإنك وإن أعطيت لأهم فارسٍ في العالم جواداً بإمكانيات متواضعة لن يحقق شيئاً ، وفي المقابل فإن الجواد الجيد سوف يصنع لك فارساً يثق بنفسه قادر على تطوير أدائه في فترةٍ وجيزة . إن المحك الذي تمر به الفروسية السعودية يحتاج لأكثر من مجرد التعاطف ، فالجميع مسؤول وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ، لا يكفي أن تتمنى المحافظة على مستواك ، عليك أن تعزم على انتزاع الصدارة ، ضع خططاً مدروسة وابدأ بتنفيذها ، ابتكر حلولاً جديدة ولا تقف مكتوف الأيدي أمام أول عقبة ، حدد نقاط ضعفك وعالجها ، وابحث عن نقاط قوتك واعمل على تعزيزه ، كن مؤمناً بالفروسية حتى تؤمن بك ، واعبر بها من عنق الزجاجة، فإن مانراه اليوم لم يكن سوى نتيجة متوقعة للتسويف الغير مبرر في تنفيذ الوعود ، أين فرسان الصف الثاني ، ولماذا هم ليسوا ضمن صفوف المنتخب حتى الآن ؟! لماذا لم تحل مشكلة نقص الجياد في منتخبنا ؟! أين الحلول الجدية لمشكلة عزوف الرعاة في القطاع الخاص عن دعم الفروسية ؟! ….، والكثير من الأمور العالقة التي بدأ تأثيرها السلبي يظهر على السطح ، ويعبث بتاريخنا الفروسي الحافل بالإنجازات ،وحان الوقت لتقويمها