سجل الأمير الفارس بدر بن محمد بن سعود الكبير بادرة أولى في رياضة الفروسية، بإطلاقه العام الماضي دوري "قفز الحواجز للهواة" على ثلاث فئات، تتوزع جولاته على ثمان مناطق سعودية، على مدار خمسة أشهر متواصلة. ويحظى الدوري الذي يتكفل به الأمير بدر، باهتمام الوسط الرياضي الفروسي، وسجلت النسخة الثانية منه هذا العام إقبالاً لافتاً للمشاركين فاق بعدده ضعفي الموسم المنصرم..لكن الأمير بدر بن محمد لا يزال يطمع في أكثر من ذلك... "دنيا"الرياضة" أجرت حواراً مع الأمير بدر حول مستقبل البطولة. •بعد انتهاء منافسات الموسم الثاني من دوري قفز الحواجز...كيف تقيّم المسابقة؟! محبو الفروسية مطالبون بدعمها لكي نصل للعالمية - ما زلت أطمع في الكثير، والرضا يعني الركون والاستكانة، وأنا على الرغم من رضائي التام على ما أنجز العام الماضي وهذا العام لا أريد أن أركن إلى ما تحقق، فهناك المزيد الذي أرغب في تقديمه. كانت بدايتنا العام الماضي ناجحة ومفيدة، وحدّة المنافسة فاقت كل التوقعات، وهذا العام مضت المسابقة في تحقيق المرجو منها وأنتجت فرسانا على قدر عال من الموهبة، وأسعدني جداً حجم المشاركة الكبير الذي تحظى به ونسبة الإقبال المرتفعة. •الاهتمام الجماهيري بالمسابقة على الرغم من حداثة عمرها...بماذا تفسره؟! - أحببنا عملنا...وحاولنا قدر استطاعتنا إتقانه، لذا أحبه الناس، واستمتعوا به، والفكرة تلخصت في إثراء ميادين الفروسية في مناطق المملكة بمثل هذه المنافسات التي تتيح الفرصة لمن لا تتاح لهم إلا نادراً، أو لا تتاح مطلقاً، ليشاركوا في المسابقات، فنأتي بها حتى عندهم، بدلاً من أن يذهبوا إليها، وكل ذلك يأتي من أجل مد رياضة الفروسية في السعودية بالمواهب التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها فقط، ليراها الآخرون، لذا ومع انقضاء موسم وحلول آخر أخذت المسابقة وضعها، وذاع صيتها بين الفرسان والمهتمين برياضة الفروسية، وساعدنا الإعلام السعودي "الشريك الأكبر لنا" في إعطائها المكانة التي تستحقها، وسنقاتل من أجل إبقائها في المراتب العليا، فما زال في خططنا للمواسم المقبلة ما يسرّ المشاركين. الإعلام شريكنا الأكبر.. والإقبال الجماهيري طبيعي •هل ترى أنه من "المقبول" أن يساهم الفرسان في دعم رياضة الفروسية...في ظل وجود اتحاد خاص باللعبة؟! - لدي قناعة راسخة بأن رياضة الفروسية، في حاجة إلى وقفة "المقتدرين" من ممارسيها والمهتمين بها، وذلك بدعم مسابقاتها، ومتسابقيها، عن طريق تمويل البطولات والمعسكرات الخاصة، وحضور المنافسات، كل هذه الأشياء من شأنها تقريب المسافة بيننا وبين العالمية، وجعل باب مشاركاتنا في المحافل الدولية مفتوحاً على الدوام. •ما أسباب عزوف "المقتدرين" من ممارسي رياضة الفروسية والمهتمين بها – كما تقول – عن دعمها؟! - لا توجد أسباب محددة من وجهة نظري، لكنني أفسر عدم الدعم بأنه تقصير وتخاذل عن أداء مهمة نبيلة من شأنها خدمة رياضة عريقة، وأصيلة.. وأتمنى أن يزيد عدد البطولات، وأن يتولى الفرسان ومحبو الرياضة من المقتدرين رعايتها وتمويلها، لأن ذلك سينعكس إيجاباًً على الفروسية السعودية، وحتماً ستجد لها على الأرض العالمية مستقبلاً موطئ قدم ثابت لا يتزعزع. •إقامتك لدوري "الأمير الفارس بدر بن محمد لقفز الحواجز" ودعمك مالياً له، يأتي من باب رفد رياضة الفروسية، أم هو احتجاج على عدم دعم الآخرين له؟ - إذا كان إقامة دوري كهذا يسمى "احتجاجاً"، فأهلاً ب"المحتجيّن" وأنا على رأسهم...لكنني لم أنظّم "الدوري" لأحتج، وإنما لتحقيق الهدف الرئيس من إقامته، وهو رفد رياضة الفروسية بمواهب سعودية شابة، وتهيئتها للمشاركة في البطولات الرسمية الكبيرة، لذا لن أتوقف عن دعم رياضة الفروسية في بلادي لأن هذا جزء يسير من واجبي تجاهها كواحد من أبنائها ورياضييها..وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الداعم الأكبر لهذه الرياضة وأهم أسباب ازدهارها وتفوقها في المحافل الدولية، لذا كان لزاماً علينا نحن الفرسان أن نستشعر هذه المسؤولية وأن نكون عوناً للمضي بالفروسية مسافات أطول، ولهذا لم أتردد مطلقاً في تدشين هذه المسابقة، ليقيني بأن الفروسية في حاجة إلى بطولات من هذا النوع. •هل تعاني رياضة الفروسية من "نقص" المواهب؟ - المواهب السعودية موجودة لكنها تحتاج إلى الدعم ومد يد العون، وإتاحة المناخ المناسب لممارسة هذه الرياضة وسط أجواء تنافسية حقيقية، وليست مصطنعة أو ودية، لذلك نبذل جهداً من أجل تطوير "دوري قفز الحواجز" عاماً تلو الآخر، رغبة في تصدير فرسان سعوديين جدد إلى ملاعب الفروسية. •ماذا عنك...لمَ أنت غائب؟! - منعتني ظروفي العملية الخاصة من الانتظام في الحصص التدريبية، التي وقفت حائلاً بيني وبين اتمام معسكري الإعدادي لهذا الموسم، وبالتالي لم يكن ممكناً أن أشارك في المسابقات المحلية أو الدولية، كنت أتمنى لو مضى مخططي الإعدادي كما أردت، لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهي سفن. لا أعرف أن أبدأ بنصف قوتي، فإما أن أحضر في كامل جهوزيتي، أو أن أتريث لحين أصبح في طور المنافسة، وما يزيد الأمور صعوبة بالنسبة للفارس عدم جاهزية الجياد، والفارس وجواده مكملان لبعضهما، ولا يمكن لأحدهما إنجاز شيء في ظل عدم استعداد الآخر. •هل انتهيت من إنشاء الإسطبل الخاص بك؟ - بعض الأفكار التوسعية التي طرأت على مخطط الإسطبل ليتوافق مع أحدث الطرز العالمية، أجلت افتتاحه أشهراً عدة. •ولماذا فكرت في إنشاء هذا الإسطبل؟! - ليتسنى لي مزاولة التدريبات وفقاً لبرنامج أحدده أنا، وفي الوقت الذي أريده، تحت إشراف طاقمين تدريبي وطبي خبيرين، ففي حال الانتهاء من إنشاء هذا الإسطبل، سأكون قادراً بإذن الله على المشاركة وبقوة في المنافسات المحلية والعربية والعالمية، إذ ستتوفر حينها كل أسباب النجاح، وسأتمكن من وضع برنامجي التدريبي بحسب الأوقات التي تناسبني وتلبي حاجتي من التدريب، وليس وفقاً لجداول محددة يتقاسمها أكثر من فارس.