على الرغم من أن المملكة تمر بأفضل حالاتها الاقتصادية بوجود فائض كبير في الميزانية إلا أن بعض الجهات لم يظهر عليها أثر لهذه النعمة, ولعل من هذه الجهات الاتحاد السعودي للفروسية الذي ربما يعاني من عجز مالي أثر في عطاء بعض الألعاب الفروسية التي يأتي في مقدمتها سباقات القدرة والتحمل التي تمر حاليا بمرحلة حرجة ولم تصرف جوائزها لهذا الموسم حتى الآن، بل وبعض من سباقات الموسم الماضي. لعل البعض يعلم أن سباقات القدرة والتحمل تعد من أقسى وأصعب الرياضات الفروسية, كون الفارس يقضي الساعات على ظهر جواده قاطعا ما يفوق ال 100 كيلو في سباق يتطلب قدرا كبيرا من الجهد والصبر والتحمل, بالإضافة إلى أن المشاركة فيها تشتمل على الكثير من المتاعب التي من أبرزها تنقل الخيل بين مناطق المملكة المختلفة وتكلفة نقلها, فتخيل مشاركة فارس من جدة في سباق حائل أو فرسان من نجران والمنطقة الشرقية يشاركون في سباق الطائف، لك أن تتخيل فقط عناء التنقل والسفر للفارس وجياده والإقامة أثناء السباق وسط الأجواء المتقلبة التي دائما ما تكون الأتربة والغبار هي الحاضر الأبرز فيها, ولك أن تتخيل وتقف قليلا بعد كل هذه المتاعب لتعرف أن معظم فرسان هذه الرياضة هم من ذوي الدخل المتوسط، بل يشارك بعضهم خيله في رزق أبنائه. كل فارس يبحث عن الفوز والجوائز التي هي مطلب الجميع لتعوضهم بشيء يسير عما يصرف في الموسم على الخيل وتنقلاتها, ولكن المعضلة الحقيقية أن يتم تأخير صرف هذه الجوائز لأكثر من عام على الرغم من ظهور نتائج التحليل, أيا كانت الأسباب باعتقادي أن أتحاد الفروسية هو المسؤول الأول, حتى لو ذكر بعض مسؤوليه أن الخلل من المستضيف وهذه إشكالية مالية خاصة بالاتحاد لا يتحملها الفارس الذي يضطر أن يستجدي البعض لصرف جائزته المستحقة. على المسؤولين في الاتحاد السعودي للفروسية حل هذه الإشكالية في أسرع وقت, لدعم واستمرار هذه الرياضة العريقة ومراعاة ظروف الفرسان الذين أبدى الكثير منهم تذمره واستياءه وتلويح البعض الآخر في الاعتزال.