توجت فرنسا بلقب كاس العالم تحت 20 سنة للمرة الأولى في تاريخها وذلك عقب فوزها الصعب والتاريخي على أوروجواي بفارق ركلات الترجيح (4-1) بعد التعادل (0-0) في الوقتين الأصلي والإضافي من اللقاء النهائي لكأس العالم تركيا 2013. أدرك منتخب أوروجواي أن منافسه يتمتع بمزايا قوية جدا، وذلك فقد بدا أنه يبحث عن أي مساحة لمباغتته، وهو ما فعله لوبيز الذي أطلق تسديدة قوية من خارج المنطقة، سيطر عليها الحارس الفرنسي أريولا (5). أشعلت هذه الفرصة نار الغيرة لدى "الزرق" فأخذ القائد بوجبا على عاتقه القيام بردة الفعل، عندما انطلق من وسط الملعب متجاوزا مسافة طويلة حتى وصل منطقة الجزاء ليسدد كرة "ماكرة" تنبه لها دي أمريس الذي منع الخطر (8). بدأ الفرنسيون بفرض إيقاعهم الهجومي، بفضل بوجبا وكوندوجبيا من العمق وتحركات ثاوفين وباهيبيك من الأطراف، بينما عمل سانوجو على إقلاق راحة قلبي الدفاع الأرجواياني، ولذلك كان طبيعيا أن تبقى الأمور بيد "الديوك"، ولكن هذا الأمر كان محسوبا لدى ممثلي أمريكا الجنوبية، الذين عرفوا كيف "يقوضون" مكامن القوة الفرنسية، فابستثناء محاولة ثاوفين الذي سدد من زاوية صعبة ومرت فوق المرمى بكثير (20)، لم يعرف الحارس دي أموريس معنى الخطورة الحقيقية طيلة بقية فترات الشوط. وعلى العكس من ذلك، كان لاعبو أوروجواي ينفذون ما يطلب منهم، حيث اعتمدوا على الهجمات السريعة والمرتدة، والأهم استغلال أخطاء الدفاع الفرنسي، وكاد لوبيز يترجم ذلك، عندما أجبر المدافع سار على ارتكاب خطأ جسيم، إذ ارتبك الأخير في إعادة الكرة نحو الحارس، ليكون لوبيز بالانتظار داخل منطقة الجزاء، لينقض على الكرة ويلعبها نحو المرمى، لكن من سوء حظه أنها ارتدت من قدم الحارس أريولا وتنحرف عن الهدف للركنية (20). حافظ الفريقان على ذات الإيقاع، فبدأ أن أوروجواي تقوم بتسيير اللقاء كيفما تريد، وكادوا يستغلون الارتباك الدفاعي الفرنسي في اللحظات الأخيرة، لكن لم ينحاز التوفيق مع محاولتين، كان لهما الدفاع الأزرق بالمرصاد، مع نهاية الشوط. اختلف الحال في الشوط الثاني، فلم تبق السيطرة بيد الفرنسيين، ولم يكتف منافسيهم بالدفاع والضغط والمرتدات، فقد أعلن لوبيز أن فريقه أوروجواي يريد هز الشباك، عندما سدد كرة قوية مرت فوق المرمى (58). ولاحت الفرصة الأثمن امام ذات اللاعب، حين استلم لوبيز كرة طويلة خلف الدفاع الفرنسي ودخل الجزاء وفي اللحظة الحاسمة، قرر التسديد بقوة وبدون تركيز ليغالط طريق المرمى، رغم وجود زميلين مناسبين لهز الشباك (66). توقعنا أن يأتي الرد الفرنسي، وأن يتواصل التهديد الأوروجواياني، لكن أيا من ذلك لم يحدث، حيث بدا الحرص مبالغا فيه من قبل الفريقين في حماية المناطق الدفاعية، ولذلك فقد غاب التهديد حتى الدقائق الأخيرة والحاسمة، حيث مرر دي أراسايتا كرة ذكية جدا إلى أفيناتي الذي واجه الحارس الفرنسي، لكن أريولا خرج بالوقت المناسب وتصدى للخطر الداهم (80). أتى الرد الفرنسي بنفس الخطورة، حين اخترق فولكييه بالعرض ومرر أمام فيريتو على حدود المنطقة، سددها قوية تألق الحارس دي أموريس في إبعادها للركنية (85). وحكمت الصافرة الأخيرة التوجه لشوطين إضافيين. في الأوقات الإضافية، لم يحمل الشوط الأول سوى تسديدتين متتاليتين من هجوم أوروجواي، حيث أطلق جينو كرة من مسافة متوسط سيطر عليها الحارس (94)، وأتبعه دي أراسايتا بفاصل مهاري وسدد بشكل أخطر سيطر عليها أريولا (95). فيما خلا الشوط الثاني من أي فرص حقيقية، لينتهي الوقت ويتم الاحتكام لركلات الترجيح. وفي ركلات الترجيح تألق الفرنسيون بتسجيل الركلات الأربع الأولى عبر بوجبا، فيريتو، نجاندو، فولكييه، فيما كان الحارس أريولا يتألق من جانبه بالتصدي لأول ركلتين من قبل فيلازقويز ودي أراسايتا، فيما سجل أولازا الهدف الوحيد لأوروجواي.